شرعت لجنة مشتركة تم تشكيلها من قبل وزارة التربية الوطنية ووزارة الثقافة في إعداد قائمة مختارات نصوص مدرسية للأدب الجزائري ستكون في السنوات المقبلة سندا لمعدي المناهج والكتب المدرسية الجديدة للأطوار التعليمية الثلاثة من ابتدائي ومتوسط وثانوي، هدفها تنمية الهوية الوطنية لدى التلميذ. وزيرة التربية السيدة نورية بن غبريط أوضحت خلال إشرافها رفقة وزير الثقافة عز الدين ميهوبي على انطلاق عمل اللجنة المشكلة من أدباء جزائريين وإطارات من وزارة التربية أن هذه اللجنة التي نصبت في وقت سابق، باشرت منذ أمس، في إعداد قائمة المؤلفات الأدبية المرجعية باللغة العربية والأمازيغية والفرنسية. وأوضحت في هذا السياق أن الهدف من هذه الخطوة هو إعادة النظر في النصوص المعتمدة حاليا في الكتاب المدرسي والتي لم تسمح للتلميذ الجزائري بالتعرف على هويته الجزائرية نظرا لاعتمادها على أدباء أجانب في الوقت الذي تزخر فيه الجزائر بأدباء وكتاب في المستوى العالي. وشددت الوزيرة على ضرورة تفادي الاعتماد على كتاب معروفين، حيث من المنتظر أن تحتوي هذه المختارات من النصوص المدرسية للأدب الجزائري على عدد كبير من الأدباء الجزائريين لاسيما منهم الشباب»، داعية إلى أن يكون الجزء الأول منها جاهزا مع الدخول المدرسي 2018. بالمناسبة، أعلنت المسؤولة الأولى عن القطاع عزم الوزارة تنظيم مسابقتين للمبدعين الجزائريين الأولى في أدب الطفل والثانية في أغاني الأطفال، الهدف منها ترسيخ المرجعية الثقافية الوطنية لدى التلاميذ وجعلهم يفتخرون بجزائريتهم. وذكرت وزيرة التربية أن الإجراء المشترك الهام مع وزارة الثقافة جاء في إطار تحسين إصلاح المنظومة التربوية الذي أقره رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، مبرزة في هذا السياق أن وزارتها اتخذت سلسلة من الإجراءات في مجال التحوير البيداغوجي الهدف منها تعزيز التحكم في أدوات التحصيل الأساسية وجعل المتعلم يكتسب الكفاءات التي تسمح له بأن يكون منافسا لغيره ويواجه تحديات الألفية الثالثة بدون مركب نقص. ومن بين هذه الإجراءات، ذكرت بن غبريط على وجه الخصوص تحيين البرامج التعليمية والتي كشفت نقص النصوص الأدبية للمؤلفين الجزائريين خاصة في الطور الابتدائي. وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أكد من جهته أن مصالحه تحرص على التكامل والتعامل مع وزارة التربية لإعداد هذه مختارات النصوص تعزيزا لمكانة الأدب الجزائري في المناهج المدرسية، مشيرا إلى أنه لا يمثل سوى نسبة 4 %، معتبرا أنه من المخجل أن يدرس أدباء الجزائر في مناهج دول كثيرة ولكنهم غائبون في مناهج بلادهم. وأشار ميهوبي إلى أن دراسة الأدب الجزائري محصور فقط في بعض الجامعات كتخصص، وهي مفارقة غير مقبولة، داعيا إلى ضرورة إشراك المكتبة الوطنية في إعداد المختارات باعتبارها المؤسسة الوحيدة التي تحوز على قائمة كل ما ينشر في الجزائر. وقبل أن يحذر من العمل بالأنترنت التي تعرض أحيانا مغلوطة أو مغشوشة ركز وزير الثقافة على ضرورة تنويع أسماء الأدباء وعدم التوقف عند عدد قليل من الأسماء المعروفة.