دعا قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، المجتمعين في مدينة تاورمينا بجزيرة صقلية الإيطالية، روسيا وإيران إلى استخدام نفوذهما للضغط على الحكومة السورية وإنهاء الأزمة الدائرة في بلاده منذ ست سنوات. وأكّدت دول المجموعة استعدادها ل ”العمل مع روسيا لحل الصراع في سوريا؛ إذا أبدت موسكو استعدادا لذلك. وتضمن البيان الختامي للقمة التي شارك فيها قادة أمريكا واليابان وألمانيا وفرنسا وكندا وبريطانيا وإيطاليا. وقال البيان ”بعد ست سنوات من الحرب السورية، تحمّل الشعب السوري معاناة هائلة، ونحن نؤمن بأن هناك فرصة لإنهاء هذه الأزمة المأساوية، كما ينبغي ألا يُنسف أي جهد لإنهاء الصراع من خلال عملية سياسية تشمل كل السوريين ترعاها الأممالمتحدة لتنفيذ عملية انتقال حقيقية ذات مصداقية وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وبيان جنيف”. وأضاف البيان ”نحن مصممون على زيادة جهودنا في سبيل هزيمة الإرهاب الدولي في سوريا، ولا سيما تنظيمي داعش والقاعدة”، كما أبدى السبع استعدادهم للإسهام في تكاليف إعادة إعمار سوريا ”حالما تجري عملية انتقال سياسي ذات مصداقية، وأعربوا عن قلقهم ازاء الوضع في بحري الصين الشرقي والجنوبي، ودعوا لحل النزاع هناك بالطرق السلمية وعبر الحوار. وعارض البيان بشدة أي عمل من جانب واحد يمكن أن يأجج الوضع في المنطقة. وفي السياق، نقل المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لو كانغ، يوم أمس استياء بلاده من بيان مجموعة السبع، فيما يتعلق بملف بحري الصين الشرقي والجنوبي. وقال لو كانغ في بيان نشر على الموقع الالكتروني للوزارة: ”نحن نعرب عن احتجاجنا الشديد إزاء البيان الختامي لقمة مجموعة الدول السبع، الذي تم خلالها بحث قضية بحري الصين الشرقي والجنوبي، بحجة القانون الدولي”. وأضاف البيان ”موقف الصين بشأن بحري الصين الشرقي والجنوبي واضح وثابت. الصين دعمت دائما وتدعم تسوية النزاعات ذات الصلة بشكل مباشر مع أطراف النزاع وعن طريق المفاوضات والمشاورات”. وأفيد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينوي الانسحاب من اتفاقية باريس لتغير المناخ، في حين يؤكد البيت الأبيض أن ترامب ”منفتح” تجاه مناقشة هذه الاتفاقية. ونقلت مؤسسة ”أكسيوس” الإخبارية أمس، عن مصادر عليمة، أن ترامب أبلغ ”مقربين” منه بينهم رئيس وكالة حماية البيئة سكوت برويت، أنه يخطط للانسحاب من اتفاقية باريس. وكان ترامب كتب على تويتر أمس السبت، أنه سيحدد موقفه من اتفاقية باريس الأسبوع المقبل، وذلك بعد يوم واحد من القمة. وخلال حملته الانتخابية انتقد ترامب اتفاق باريس للمناخ وتعهد بالخروج منه إذا فاز بالرئاسة، إذ يرى أن الالتزام الكامل بالاتفاق ”سيخفض الناتج المحلى الإجمالي بمقدار 2.5 تريليون دولار خلال العشرية المقبلة”. ويحدد اتفاق باريس، الذي وقعت عليه 194 دولة في ديسمبر 2015، أهدافا طويلة الأجل لكل دولة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو السبب الرئيسي للاحتباس الحراري في الكرة الأرضية. ولا يقضي هذا الاتفاق بالتخلي عن موارد الطاقة الأحفورية وتقييد الانبعاثات الناتجة عن الغازات الحمضية، ولكنه يلزم كل الأطراف الموقعة باتخاذ اجراءات تهدف إلى تقليص الانبعاثات، وتكييف المعدات التقنية مع تغيرات المناخ. يذكر أنّ مجموعة السبع تضم كلاً من الولاياتالمتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وكندا وبريطانيا، بالإضافة إلى إيطاليا. واجتمع قادة مجموعة السبع الكبرى، على مدى يومين، في القمة 43 للمجموعة، التي عقدت تحت شعار ”إرساء قواعد ثقة متجددة”، في مدينة تاورمينا بجزيرة صقلية الإيطالية، لبحث القضايا الدولية الراهنة وعلى رأسها الإرهاب والمناخ أو التجارة الدولية، وتقريب جهات نظرهم المتباينة بشأن قضايا المناخ والهجرة والإصلاح المالي. والتحق قادة تونس وأثيوبيا والنيجر ونيجريا، يوم الأحد، بالقمة، والتي يشارك فيها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.