يصادف رمضان عام 2017 ارتفاع عدد المصابين بالسكري في الجزائر إلى أزيد من 1.5 مليون، لتتضاعف بذلك معاناتهم في رمضان بين الموانع التي يضعها الأطباء لهم، وبين رغبتهم الطبيعية في أداء أحد الشعائر الدينية المفروضة. حسب مختص في الصحة، فإن الكثير من المصابين بالسكري لا يعرفون الكثير عن المرض، وبالتالي فإن متاعبهم تزيد في حال صيامهم الشهر الكريم، خصوصا أن بعضهم يفضل بحماس قوي أن يمارس واجبه الديني ولو على حساب صحته الذاتية، وهو ما عبر عنه المواطن أحمد كراولية، الذي التقت به ”الفجر” في صيدلية يسأل عن كيفية تناول دواء السكري في رمضان، وهل يمكن تغيير مواقيت تناوله اليومية إلى الفطور والسحور، قائلا: ”أصبت بالسكري منذ سنة، وأنا عازم على صوم رمضان مهما كلفني الأمر، لا أستطيع أن أتصور نفسي مفطرا طوال شهر الرحمة، ومهما كان رأي الأطباء فإن الأمر أصعب علي من أن امتثل إلى أوامرهم”. وأضاف: ”نصادف حالات معقدة خاصة خلال الشهر الكريم لمرضى يصرون على الصيام مهما كانت النتيجة، وفي هذه الحالة يستوجب على مريض السكري مراقبة مشددة لمستوى الغلوكوز في الدم يوميا، وفي حال الصيام يجب أن يتوفر في بيت كل مريض بالسكري جهاز لقياس نسبة السكر في الدم، لأن الصوم دون مساعدة جهاز طبي في البيت قد يؤدي بالشخص إلى نتائج غير مرغوب فيها، وقد يكون الصيام قاتلا في بعض الأحيان”. وحتى الآن لا توجد توصيات صادرة عن هيئة طبية تحدد إمكانية صيام مرضى السكري، ولذا فمعظم التصورات مبنية على الخبرة العملية في هذا المجال، بالرغم من أن عدد من يعاني منه هو حوالي مليون ونصف المليون شخص من السكري من أصل 34 مليونا، ما دفعه إلى القول: ”أنصح كافة مرضى السكري المعتمدين على الأنسولين بعدم الصيام في رمضان إلا باستشارة الطبيب قبل اتخاذ قرار الصيام من عدمه، لأن نقص الغذاء بإمكانه أن يؤدي إلى انخفاض حاد في مستوى السكر والتناول المفرط للفطائر المحلاة في وجبة الفطور قد يسبب ارتفاعا في مستوى السكر في الدم. كما أنصح مرضى السكري بشدة بمراقبة مستوى السكر في الدم بشكل صارم ومتواصل خاصة خلال شهر الصيام الكريم، واتباع قواعد الرعاية الأساسية أثناء الصيام لمنع أي مضاعفات خطيرة، طالما أننا نشتكي من نقص موارد معالجة السكري مثل أجنحة خاصة في المستشفيات لتمكين المصابين من الالتقاء للحصول على الاستشارة والدعم السيكولوجي التابع له”. ويُنصح الصائمون السليمون بالتأكد من احتواء وجبتي الفطور والسحور على الخضراوات الجافة والشعير والأرز، لأنها تزود الجسم بالغلوكوز خلال الصيام وتعطيه الطاقة لممارسة الأنشطة الاعتيادية دون عناء. ويتعرّض مرضى السكري أيضا لخطر جفاف الجسم خلال رمضان الذي قد يؤدي إلى نقص حجم الدم وزيادة تخثره، ما قد يسبب خطر الإصابة بارتفاع الضغط الشديد وينصح الأطباء المرضى في هذه الحالة بشرب الكثير من الماء. وحسب محدثنا، فإن المرضى الذين يعالجون بالنظام الغذائي فقط هم من يمكنهم الصيام خاصة لمن يعانون السمنة، وكذلك المرضى الذين يعالجون بالأقراص أيضاً يمكنهم الصيام على أن تكون الجرعة الأساسية قبل الإفطار، مع المواظبة على تحليل نسبة السكر يوميا بعد العصر وعدم القيام بأي مجهود عضلي في النصف الثاني من النهار، إضافة إلى المواظبة على النظام الغذائي مع تقسيم كمية السعرات الحرارية على ثلاث وجبات بين فترة الإفطار ووجبة السحور، على أن يكون الطبيب فقط هو من يحدد احتياجات المريض لجرعة دواء قبل السحور ونوع وكمية الجرعة.