كشفت وزارة الخارجية المصرية عن هيمنة مسألة الغارات الجوية على ليبيا على اجتماع دول الجوار بالجزائر، موضحة أنها ”تفهمت بشكل كامل للخطوة المصرية”. قال أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية، إن الوزير سامح شكري استعرض، خلال الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية دول جوار ليبيا مصر والجزائر وتونس الذي بدأ أمس الأول بالعاصمة الجزائرية، أسباب قيام القوات الجوية بضرباتها المكثفة على معاقل الإرهابيين في ليبيا، بالتنسيق التام مع الجانب الليبي، مشيرا إلى أن هناك تفهما من قبل دول الجوار الليبي لهذا التوجه. وأضاف أبوزيد، في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن ”الوزير سامح شكري استعرض خلال الاجتماع أسباب الضربة المصرية في درنة الليبية، بعدما تأكد لدينا وجود علاقة وثيقة بين التنظيمات المقيمة في هذه المنطقة والعملية الإرهابية النكراء التي تمت في المنيا واستهدفت أطفالا أبرياء”. وتابع أبو زيد بأن ”شكري كان حريصا على أن يستعرض أيضا أسباب هذه الضربة والتأكيد على أن مصر تتأثر بشكل كبير بانفلات الوضع الأمني في ليبيا وأن حالة الفوضى التي تعانيها الأخيرة تعكس خطورة الوضع الليبي، كما استشهد الوزير بما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسي بشأن سيارات الدفع الرباعي التي تم تفجيرها مؤخرا والتي كانت تأتي عبر الحدود الليبية، ما يدل على أن هذا الوضع خطير واستمراره في منتهى الخطورة ويتطلب التنسيق بين دول الجوار”. وأكد أبوزيد أن ”هناك تفهما كاملا للدوافع والأسباب التي دفعت مصر لهذا التوجه، وهناك تضامن كامل مع مصر في مكافحة الإرهاب وشعور عام بأن هذا الخطر يهدد الجميع، حيث أكد وزراء خارجية الدول الثلاث ضرورة تكثيف التعاون فيما بينها، من أجل ضبط الحدود الليبية باعتبارها خطرا مستمرا طالما بقي الوضع كما هو عليه داخل ليبيا”. وقال أبوزيد إنه ”كان هناك اتفاق بين وزراء الدول الثلاث على أن المشكلة الرئيسية هي غياب الاستقرار وغياب الحل السياسي، فكل ما نراه من تداعيات وآثار مثل الهجرة غير الشرعية وانتشار السلاح وتجارة المخدرات، كل هذا كان نتاجا لانعدام الاستقرار السياسي جراء انعدام الحل السياسي، وبالتالي فإن الحل السياسي هو الأساس والأولوية الأولى التي يجب التركيز عليها”. وأضاف أبوزيد أن ”دول الجوار الليبي هي أكثر الدول المتأثرة بالأوضاع الليبية وليست لديها أي مصلحة في ليبيا سوى استقرارها والمصالحة بين أبنائها وقدرة ليبيا على استعادة عافيتها وسلامتها الإقليمية ووحدتها، وبالتالي شارك وزير الخارجية سامح شكري في الاجتماع الأول لهذه الآلية في تونس، ثم تم الاتفاق على أن تعقد هذه الاجتماعات بشكل دوري في العواصم المختلفة، واجتماع أمس هو الثاني لهذه الآلية وتم الاتفاق على أن يعقد الاجتماع الثالث بالقاهرة”.