حذّر أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح من تبعات انهيار مجلس التعاون الخليجي، معتبرا ”انهياره تصدع لآخر معاقل العمل العربي المشترك”. وطالب أمير الكويت في كلمة له اليوم الثلاثاء لدى افتتاحه دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي 15 لمجلس الأمة، المواطنين بالابتعاد عن ”التراشق العبثي في الأزمة الخليجية والالتزام بالتهدئة”. وجاءت تصريحات الصباح بعد فشل جهود الوساطة لنزع فتيل الأزمة الخليجة، والتوصل إلى توافق بعقد القمة الخليجية في ديسمبر المقبل في الكويت بموعدها، وبحضور كل الدول الأعضاء، ومنع حدوث انقسام في مجلس التعاون الخليجي. كما فشلت جهود حلحلة الأزمة التي أجراها مؤخرا ريكس تيلرسون وزير الخارجيّة الأمريكي، خلال زيارة خاطفة قام بها إلى الرياض أهدافها في التوصّل إلى اتفاقٍ بشأن انعقاد القمّة الخليجية في الكويت في مَوعدها في ديسمبر المُقبل، لرَفض السعوديين حُضور الأمير تميم بن حمد آل ثاني للمُشاركة فيها. وكانت وسائل إعلام سعودية تحدثت عن تأجيل القمة الخليجية المزمع انعقادها في الكويت نحو 6 أشهر. ونقلت صحيفة عكاظ عن مصادر، أن التأجيل يهدف إلى ”إزالة الخلافات وإنهاء الأزمة التي اندلعت بسبب عدم التزام الحكومة القطرية باتفاق الرياض 2013 وملحقاته التكميلية في 2014، إضافة إلى ضلوعها في دعم الإرهاب وتمويله، واحتواء رموز جماعات إرهابية”. وأكّد الصباح قائلا: ”على الجميع أن يدركوا أن الهدف الأوحد لبلاده من الوساطة الخليجية إصلاح ذات البين وترميم البيت الخليجي ”الذي هو بيتنا وحمايته من الانهيار”. وقال سموه خلال افتتاحه الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة الكويتي، أمس الثلاثاء، إن وساطة الكويت ليست مجرد وساطة تقليدية يقوم بها طرف بين طرفين ”نحن لسنا طرفا بل طرف واحد مع شقيقين”، مشيرا سموه إلى أن الأزمة الخليجية ”خلافا لتمنياتنا وآمالنا تحمل في طياتها احتمالات التطور ويحب أن نكون على وعي كامل بمخاطر التصعيد بما يعنيه، ذلك من تداعيات إقليمية ودولية تعود بالضرر على الخليج وشعوبه”. ولفت الصباح إلى أن التاريخ وأجيال الخليج القادمة والعرب لن تغفر لكل من يسهم ولو بكلمة واحدة في تأجيج هذا الخلاف أو يكون سببا فيه مشددا على أن مجلس التعاون هو بارقة أمل وواعدة في ظلام العمل العربي والشمعة التي تضيء النفق الطويل ونموذج يجب أن يحتذى في التعاون.