قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الثلاثاء، إن الدوحة مستعدة لقبول جهود الوساطة لتخفيف التوتر، بعد أن قطعت دول عربية كبرى العلاقات معها، مضيفاً أن أمير قطر أرجأ خطابه لمنح الكويت فرصة للعمل على إنهاء التوترات الإقليمية، كما أوردت وكالة رويترز للأنباء. وتحدث الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر هاتفياً الليلة الماضية مع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت وقرر تأجيل إلقاء كلمة للشعب القطري كما طُلب منه. وقررت الدوحة عدم الرد بإجراءات مماثلة. وكانت السعودية ومصر والإمارات والبحرين واليمن أعلنت قطع العلاقات مع قطر، الاثنين، وانضمت حكومة شرق ليبيا وجزر المالديف لها في وقت لاحق. وقال الوزير القطري لتلفزيون الجزيرة، إن قطر تريد أن تتاح لأمير الكويت فرصة "التحرك والتواصل مع أطراف الأزمة ومحاولة احتواء الموضوع". وأضاف أن أمير الكويت كان له دور كبير في شقاق خليجي عام 2014 وأن الشيخ تميم "ينظر له كوالد" ويحترم رغبته بتأجيل أي خطاب أو خطوة إلى أن تكون هناك صورة أوضح للأزمة. وقال الشيخ محمد للقناة: "تم اتخاذ إجراءات أحادية من جانب هذه الدول وغير مسبوقة أثرت على المواطنين والعلاقات الأسرية التي تربط شعوب مجلس التعاون الخليجي"، مضيفاً أن الدوحة لن تتخذ إجراءات مضادة. وأضاف أن قطر ترى أن مثل هذه الخلافات بين الدول الشقيقة يجب أن تحل على طاولة الحوار. وساطة من الكويتوتركيا يقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحليف المقرب من قطر ب"جهود دبلوماسية" لحل الأزمة بين الدوحة ودول أخرى في الخليج، حسب ما أعلن المتحدث باسمه، الثلاثاء. ووفقاً لوكالة فرانس برس، صرح إبراهيم كالين في بيان، أن "أردوغان باشر جهوداً دبلوماسية لحل الخلاف بين أصدقاء وأشقاء بروح شهر رمضان الفضيل". وتابع أن تركيا مستعدة "لتحمل مسؤولياتها في الأيام والأسابيع المقبلة"، لتسهيل التوصل إلى تسوية، وحث دول الخليج على حل خلافاتها عبر "المفاوضات والحوار والتواصل". وكان نعمان كورتولموش أعلن، الاثنين، أن أردوغان أجرى اتصالاً هاتفياً مع "العديد من القادة الأجانب" في محاولة لإيجاد حل للأزمة مع قطر. وحض كورتولموش جميع الأفرقاء المعنيين بالأزمة الدبلوماسية على "ضبط النفس". وتقيم تركيا علاقات مميزة مع قطر، وعلاقات جيدة مع دول الخليج الأخرى ولاسيما السعودية. وعلى غرار قطر، غالباً ما توجه إلى تركيا اتهامات بدعم مجموعات منبثقة من جماعة الإخوان المسلمين في العالم العربي. من جهته، استقبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، مساء الاثنين، الأمير خالد الفيصل موفداً من العاهل السعودي، واتصل بعد ذلك بنظيره القطري الأمير تميم آل ثاني، في ما بدا أنه جهود وساطة تبذلها الكويت لحل الأزمة الدبلوماسية الحادة بين الرياضوالدوحة. وقالت وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، أن أمير الكويت استقبل "الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة والوفد المرافق له، حيث نقل لسموه رسالة شفوية من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز". وأضافت كونا، أن الرسالة التي نقلها الموفد السعودي "تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية". ولاحقاً أجرى أمير الكويت اتصالاً هاتفيا ًبنظيره القطري أعرب خلاله "عن تمنيه على أخيه سمو الشيخ تميم آل ثاني العمل على تهدئة الموقف وعدم اتخاذ أي خطوات من شأنها التصعيد". كما تمنى أمير الكويت على نظيره القطري "العمل على إتاحة الفرصة للجهود الهادفة إلى احتواء التوتر بالعلاقات الأخوية بين الأشقاء". والكويت العضو في مجلس التعاون الخليجي لم تقطع علاقاتها بقطر خلافاً لما فعلت السعودية والإمارات والبحرين. أما سلطنة عمان، العضو الخامس في المجلس الذي يضم أيضاً قطر، فلم يصدر منها حتى الساعة موقف من هذه الأزمة. وسبق للكويت أن قامت بدور وساطة بين قطر وأعضاء في مجلس التعاون في 2014. والاثنين، دعا نواب كويتيون الحكومة لبدء وساطة لحل الأزمة بين قطر وجيرانها الخليجيين.