ما يحدث هذه الأيام من معاناة مشتركين في الحساب الجاري مع أجهزة السحب الإلكتروني للأوراق النقدية التي بادرت مؤخرا بريد الجزائر إلى وضعها بنقاط تتواجد بأكبر ولايات القطر على أن تعمم لاحقا وهي العملية التي أحيطت بهالة إشهارية وإعلامية كبيرة من قبل الوزارة الوصية والمديرية المركزية لبريد الجزائر بالعاصمة لا يمكن نعته إلا بلا مسؤولية القائمين على شؤونها وإلا بماذا نفسر توقف هذه الأجهزة ومنها المتواجدة حتى أمام الوكالات الكبرى لبريد الجزائر عن دفع الأموال لطالبيها من أصحاب البطاقات المغناطيسية وهو ما وقفنا عليه بقسنطينة وأكدته تقارير واردة من بعض ولايات شرق البلاد كذلك ..؟ المواطنون الذين ملوا الانتظار في طوابير لا متناهية داخل مراكز الدفع قد تكلفهم البقاء لنصف يوم وأحيانا أكثر لسحب أموالهم والذين كانوا يأملون في أن تعوضهم هذه الأجهزة الالكترونية مشاق هذا الانتظار والمعاناة بلجوئهما إليها وجدوا أنفسهم في وضعية مشابهة ومعاناة من نوع آخر ميزته وضع البطاقة المغناطيسية لأكثر من مرة والانتظار ليكون الرد : " نأسف لإنعدام الخدمة " أو " انتظر لحظة ..انقطاع الخدمة " وهو ما بات مصدر قلق جديد للعديد من المواطنين الذين كانوا ينظرون إلى هذه الأجهزة على أنه "المسلك" الأفضل لمن يضيق صدره داخل مراكز البريد .. ولسنا ندري بأي شكل يفكر القائمون على شؤون البريد عندنا وكيف ينظرون إلى خدمة هذه الأجهزة التي تشتغل في البلدان الأجنبية 24 ساعة على 24 ساعة دون توقف وهي المنقذ لمن يريد أن يسحب أموالا من رصيده في أيام العطل أوخارج ساعات العمل ..يبدو جليا أن هناك من موظفي بريد الجزائر خاصة المسؤولين الذين أسندت إليهم مهمة الإشراف ومتابعة عمليات جهاز السحب الالكتروني من يرى أن العملية وراءها "مزية" وانقطاعها أو قطعها سيان وليعاني من يعاني ويقلق من يقلق ..فإلى متى مثل هذه التصرفات ومتى نصير كغيرنا في مثل هذه المعاملات وغيرها ؟