عقد محافظ البنك المركزي "محمد لقصاصي" أمس جلسة عمل وتشاور مع مسؤولين من وزارة البريد وتكنولوجيات الإتصال ومسؤولين من المديرية العامة لبريد الجزائر من أجل دراسة إمكانية اتخاذ قرار مركزي لحل الخلل الموجود في تمويل القباضات البريدية بالسيولة النقدية المطلوبة، وما يزال المجتمعون لم يخرجوا بقرار نهائي إلى غاية اليوم، حسب ما أكدته مصادر مصرفية ل "الشروق اليومي". يأتي هذا في وقت امتدت أمس أزمة نقص السيولة إلى جميع مراكز بريد الجزائر داخل وخارج المدن الكبرى، بما في ذلك البريد المركزي، إلى درجة أن بعض مراكز البريد أغلقت شبابيك السحب تماما لتحاشي احتجاجات الزبائن، طوابير طويلة وعريضة أمام الشبابيك، اصطف فيها المواطنون مطالبين بالسحب من أرصدتهم. ورغم أن وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال بوجمعة هيشور أمر البنك المركزي يوم الخميس بتزويد جميع المراكز بالسيولة المطلوبة لحل الأزمة، إلا أن الوضع استمر على حاله يومي السبت والأحد، وفي هذا الصدد صرح مدير الإعلام على مستوى المديرية العامة لبريد الجزائر السيد نور الدين بوفنارة في اتصال مع "الشروق اليومي" بأن إدارة البريد لا تستطيع أن تفعل شيأ، ولا يمكنها التدخل لدى البنك المركزي، مضيفا نحن تنتظر استجابة البنك المركزي لأوامر وزير البريد بوجمعة هيشور، مضيفا بان مسؤولي بريد الجزائر لا يمكننهم فعل شيء، والمسؤول الوحيد الذي يمكنه التدخل لدى بنك الجزائر هو وزير الإتصال بوجمعة هيشور وقد فعل، ونحن ننتظر. وفي الوقت الذي تنتظر المديرية العامة لبريد الجزائر تمويل المراكز من طرف بنك الجزائر، وجد العديد من الموظفين والعمال من أصحاب الحسابات الجارية ببريد الجزائر صعوبات كبيرة في الحصول على أموالهم في الأوقات الضرورية، بسبب نقص السيولة المالية. يحدث هذا والعائلات الجزائرية تحضر هذه الأيام لاستقبال عيد الأضحى مع كل تحتاجه هذه المناسبة من اقتناء لكبش العيد والملابس للأطفال ومصاريف أخرى، و يواجه أعوان بريد الجزائر مشاكل كبرى بسبب الشجارات والمشادات الكلامية التي تتكرر عدة مرات في اليوم بين الزبائن وأعوان البريد الذين وجدوا أنفسهم في الواجهة مع المواطن، بفعل استمرار أزمة السيولة واحتجاج الزبائن وتذمرهم على عدم تلبية طلباتهم، خاصة وأن الأزمة تزامنت مع اقتراب عيد الأضحى، الأمر الذي عمق من معاناة المواطنين، حيث يزيد الطلب على السحب في مثل هذه المناسبات، وتزداد معه حاجة المواطنين للمال. جميلة بلقاسم