فتحت الزيارة التفقدية التي قام بها وزير البريد وتكنولوجيا الإعلام والاتصال، بوجمعة هيشور، لعدد من مكاتب بريد الجزائر العاصمة منذ أيام، قضية تعطل شبكة التخليص بتوقف الموزع الرئيسي على مستويات المكاتب البريدية، التي يصل تعدادها 3300 مكتب على المستوى الوطني، منها 162 مكتب بريد بالعاصمة، وكذا مشكل السيولة المالية، وما تثيره الإشكاليتين من تذمر في أوساط المواطنين المشتركين "الزبائن" لدى مؤسسة البريد. بسبب تلك التعطلات التي تنتج طوابير غير متناهية في العديد من الأحيان، خصوصا باقتراب الأعياد وبداية العطل والمناسبات التي تؤدي إلى إقبال متزامن لجميع الزبائن البالغين 9.1 مليون مشترك في حساب بريدي جاري. وكانت قضية مكتب حسين داي بالجزائر العاصمة والتي ألقت بسببها المديرة العامة لبريد الجزائر المسؤولية على العمال، أثناء زيارة الوزير وتزامن ذلك مع عطل في الموزع الرئيسي، القطرة التي أفاضت الكأس، ودفعت العمال ليطالبوا من وزير البريد وتكنولوجيا الإعلام والاتصال، لفتح تحقيق وزاري في القضية، معتبرين أن تحميل المسؤولية لعمال المكتب واتهامهم بشن صراع ضد القابض "لا أساس له من الصحة ونقاش بعيد عن معطيات الساحة في ميدان تأدية المهام". وتسلمت "الشروق اليومي" عريضة من توقيع 111 عاملا بمكتب بريد حسين داي- من أكبر مكاتب العاصمة-، يصرون على ضرورة الوصول إلى نتيجة في التحقيق المباشر من قبل المديرية العامة بأمر من وزير القطاع، بشأن خلل تعطل الحواسيب، وتوقف شبكة الحسابات في لحظات مفاجئة، واعتبر موقعوا العريضة أن احتجاج عشرات من المواطنين خلال زيارة الوزير وحديثهم عن سوء تسيير، هو ناتج عن ضغط يعيشه المواطنون على المستوى الوطني وليس حالة انفرادية بمكتب حسين داي. وفي ذات السياق، فند بوتريش عبد العزيز الأمين العام للفرع النقابي حديث المديرة العامة غنية حوادرية المتعلق عن وجود صراع بين القابض الرئيسي وعدد من العمال "الرافضين للسياسة الجديدة للقابض المحال على ذات المكتب منذ سنة تقريبا"، وأوضح أن التقنيين الموفدين من قبل الوزارة للتدخل بشكل مباشر لمعرفة أين تكمن المشكلة، أشاروا إلى "خلل تقني"، حيث أكدت تقنية موفدة من المديرية العامة ضمن الفريق أن بريد حسين داي يتطلب 10 "بوس" بدل خمسة المعمول بها حاليا. كما أضاف المتحدث إلينا أن قضية اتهام بعض الأعوان بتعطيل الموزع الرئيسي لتوريط قابض البريد "باطلة"، حيث أفاد أن الموزع لا يمكن تعطيله من فقبل الأعوان وأن الخلل يحدث على مستوى الشبكة أو حين حدوث ضغط كبير على الموزع ولا علاقة له بعمل "مفتعل" بحسبه. من جهة أخرى، أكدت نائبة المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة لبريد الجزائر في تصريح هاتفي ل"الشروق اليومي" أن أسباب تعطل شبكة التخليص يرجع أساسا إلى حالات قمة التشبع "le pique"، موضحتا أن هناك استقرار طيلة الشهر، إلا انه في نهاية الشهر تحدث بعض الأحيان انقطاعات في الشبكة، مما يسبب العطل وتذمر لدى المشتركين، وقالت أن هناك مسعى بالاشتراك مع اتصالات الجزائر لوضع في بعض المواقع الربط عن طريق "الساتل" –القمر الاصطناعي – الذي يضمن استقرار عمل الشبكة حتى في حالات سوء الأحوال الجوية. وتسعى مديرية البريد إلى بعث مشروع البطاقة الممغنطة عبر "مخادع الدفع الفوري" لبريد الجزائر، وشرع في العملية انطلاقا من وهران، سطيف، باتنة وحاليا قسنطينة بغية الوصول إلى حوالي 4.5 مليون مشترك ببطاقة السحب الفوري. وعن مشكلة تذمر المشتركين من سوء الخدمة المقدمة بتلك المخادع، اعتبرت محدثتنا أن هذه الأخرى المشكل الحالي لها ينحصر في الأوراق النقدية "التي لا تستجيب للآلة لقدمها، حيث يجب أن تتوفر لدينا أوراق جديدة وفي وضع سليم". أما عن مشكلة السيولة المالية فقالت مسؤولة بريد الجزائر أن القضية تتجاوز مؤسسة البريد، حسبما صرح به أول أمس وزير القطاع الذي أعاد المشكل إلى بنك الجزائر الذي لا يمول، بحسبه، بالقدر الكافي للاستجابة لطلبات المشتركين. بلقاسم عجاج: [email protected]