ويجسد هذا العرض أربعة ممثلين شبان هم إبراهيم عبد المنعم وهو طالب سوري بالمعهد في سنته الرابعة، وقد سبق وأن شارك في مسرحيات عديدة مثل "ليلة الملوك" لأحمد خودي، "أبوليوس" لشوقي بوزيد، إلى جانب الممثلة الصاعدة روبحي فيسة منيرة الحاصلة على جائزة أحسن ممثلة واعدة بالمهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته العربية عام 2007 عن دورها في مسرحية "بيت بيرناردا ألبا"، وشاركت في مسرحيات أخرى مثل "جسر إلى الأبد" لنور الدين عمرون، وإبراهيم جاب الله خريج المعهد الذي شارك هو الآخر في عدد من المسرحيات مثل "الحكواتي الأخير" للمخرج التونسي المنجي بن إبراهيم و"شخوص وأحداث" للمخرج العراقي قاسم محمد، وسعاد شيخ جاوتسي، طالبة في السنة الأولى بالمعهد وهي من الطالبات الجدد اللائي يراهن عليهن المعهد نظرا لقدراتها العالية في التمثيل بشهادة أساتذتها. ويشرف على العرض الذي يتم بالتعاون مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام، طاقم شاب، فإلى جانب المخرج والممثلين المذكورين، يقف في الكواليس كل من اليمني منصور مطير كمساعد للمخرج، وفي السينوغرافيا بوشهير مراد وسليمان بدري، الإضاءة لنزيم لعرابي والموسيقى لمجيد منصوري. "صدى" عرض يدخل في إطار المسرح التجريبي العبثي، يحاول الاقتراب من النفس البشرية المفردة التي تعيش في مجتمعنا، ويناقش أفكاراً كثيرة على لسان شخوصه، عبر قصة فنان تشكيلي متزوج براقصة، وعبر مجموعة من اللوحات، يتطرق العرض لجملة من المواضيع الفكرية والسياسية والاجتماعية والإنسانية. وعبد المنعم عمايري الممثل التلفزيوني المعروف، برز اسمه على خارطة المسرح السوري عبر مسرحية "صدى" التي كانت من تأليفه وإخراجه، وقد لعب الفنان الكبير غسان مسعود الدور الرئيسي فيها إلى جانب الفنانة سلافة معمار، وتلاها بمسرحية "فوضى". ويقول النقاد السوريون إن عمايري وبفضل هذين العملين "غيّر الفكرة عند الشباب وأحسوا بأن إمكانية التواصل مع المسرح بشكل حديث ومتطور باتت ممكنة، خصوصا وأنهما عادا بجوائز كثيرة من مهرجانات هامة مثل مهرجاني قرطاج والقاهرة مما أعاد الثقة بالنفس إلى الكثير من المسرحيين السوريين الشباب ومنحهم أيضاً الطموح والأمل". وإن كان عبد المنعم عمايري قد استطاع أن يستعيد جزءاً من الجمهور الذواق المتعطش للفن الحقيقي في سوريا، فإن أمل هذه المواهب الشابة التي التقت بها "الفجر" وهي تستعد لتقديم "صدى" برؤية جديدة، هو استعادة جزء من الجمهور الجزائري المتذوق للمسرح، وأيضا إعطاء بارقة أمل بمستقبل واعد.