"للخروج من النسيان".. هو عنوان المعرض الذي يحتضنه منذ الخميس الماضي وإلى غاية 24 ماي المقبل، المتحف الوطني "نصر الدين دينيه" لمدينة بوسعادة بولاية المسيلة. ويجمع المعرض الذي ينظم في إطار إحياء شهر التراث، معظم لوحات الفنان التشكيلي "أحمد بن سليمان" المنتشرة في عدد من متاحف الجزائر وكذا عند أقاربه وأصدقائه. وتقول مديرة المتحف "عائشة مرازقة حيون" إن المعرض يسعى لإخراج هذا الفنان البوسعادي من النسيان الذي آل إليه بعد وفاته سنة 1951. وتضيف المتحدثة، نقلا عن وأج، بأن المعرض يمثل دعوة للجمهور لاكتشاف أعماله التي بقيت لحد الآن مجهولة لدى العامة، "تكريما له لمساهمته في خلق فن يعيد رسم التقاليد والحياة الاجتماعية في المنطقة". ورغم أن أحمد بن سليمان عاش في فترة كان من الصعب فيها على الجزائري النجاح في مجال الفن الذي كان مقتصرا على الأوروبيين، إلا أنه استطاع ترسيخ اسمه ضمن مسار الفن الجزائري. يذكر أن "أحمد بن سليمان" من مواليد عام 1919 ببوسعادة، وسمح له عمله كدليل للرسامين الأجانب الذين مروا بالمدينة أمثال "دينيه" و"ماريوس ديبوزون" و"سافورانيون ديبازا" بأن يولع بالفن ويمارسه مما أثار انتباه أساتذته لاسيما الزوجين "لانوس" اللذين ساعداه على تجسيد خطواته الأولى في هذا المجال حيث كرس له وقته إلى جانب الفنان البلجيكي إدوارد فارشالفيت الذي عاش ببوسعادة في فترة الفنان دينيه. وفي بداية الأربعينيات انتقل إلى العاصمة واستقر بها، وانضم إلى مدرسة الفنون الجميلة، حيث التقى برفاقه "بشير يلس" و"عمر راسم" و"محمد غانم" و"علي خوجة". وإلى جانب عمله الفني، ناضل "أحمد بن سليمان" في حزب الشعب الجزائري ببوسعادة والعاصمة ووهران إلى غاية وفاته.