أجّلت، أمس، محكمة الجنايات لمجلس قضاء الجزائر العاصمة، الفصل في قضية تعتبر من بين القضايا الهامة، والتي لها علاقة بالمتهمين الثمانية بالتحريض على الجهاد في العراق والشيشان، والتخطيط لتنفيذ هجمات انتحارية على مباني نظامية بالجزائر، عن طريق تجنيد الشباب الجزائري ، وتم تأجيل هذه المحاكمة للدورة الجنائية المقبلة بسبب تردد هيئة الدفاع في حضور جلسة المحاكمة• وتعود أطوار القضية إلى تورط ثمانية شباب بالانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط داخل وخارج البلاد، تحت إمارة المكنى "أبو المثنى"، الذي حوكم سابقا بتهمة تجنيد شباب جزائريين للالتحاق بالجماعات المقاتلة في بلاد الرافدين والشيشان، وذلك بمساعدتهم على السفر بداية من سوريا ومن ثمة الدخول إلى العراق، وتزويدهم بمبالغ مالية واستعمال جوازات سفر مزورة تحمل أسماء أشخاص متوفين وآخرين لا وجود لها• وكان المسؤول الأول على تنظيم القاعدة بأوروبا الشيخ "حمزة" وأمير ذات التنظيم ببلاد الشام المعروف باسم "أنور"، يتكفل بكل مصاريف السفر، وحسب ما ورد في تفاصيل تحريات مصالح الضبطية القضائية، فإن المكنى "أبو المثنى" كان على علاقة بجماعة إرهابية تونسية، تنتسب لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ويمتد نطاق نشاطها إلى الجهة الشرقية من البلاد، وبالتحديد بجبال عنابة وسكيكدة، وذلك ما تأكد منه خلال إلقاء القبض عليه من قبل مصالح الأمن سنة 2006، وهو برفقة مجموعة من هؤلاء الأشخاص، ويتكون عددهم من 8 تونسيين كانوا بمنزل بباش جراح، حيث يجتمعون به للتخطيط للعمليات الانتحارية، وتجنيد الشباب عن طريق التحريض وتزويدهم بالأفكار الجهادية، وتم استرجاع بندقية من نوع كلاشنيكوف، مسدس آلي وقنابل يدوية • وكشف المتهمون في هذه القضية خلال استجوابهم، أن جماعة "أبو المثنى" الذي ينحدر من ولاية تيارت بغرب البلاد، كان ينشط بالتنسيق مع الجماعة السلفية للدعوة والقتال، بحكم أنه كان على علاقة وطيدة مع زعماء تنظيم القاعدة بأوروبا وسوريا، تلقى بموجبها تعليمات بضرورة توفير بطاقات تعريف وجوازات سفر جزائرية مزورة لصالح مجموعة تنشط في الجبال• حتى يتمكنوا من التسلل ودخول التراب الوطني بسهولة• والتنقل عبر الولايات لاختيار أهدافهم من دون إثارة أي شكوك • وبالنظر إلى تصريحاتهم، تبين أنهم عملوا على إقناع وتعبئة عدد من الشباب لا يتعدى سن أكبرهم 34 سنة• وينحدر أغلبهم من ولاية تيارت، ويزاولون مهن مختلفة على غرار التدريس بالجامعة، طلبة في دراسات عليا، وآخر متخصص في العلوم الإسلامية، بعد أن تم إقناعهم بفكرة الجهاد في العراق والشيشان من خلال التسلل عبر تركيا لسوريا، وباعتبار المتهم الرئيسي "أبو المثنى" يملك تزكية من المدعو(أ،ح) من جنسية جزائرية، أمير بتنظيم القاعدة بأوروبا، وعلى اتصال دائم بأحد قيادي ذات التنظيم بسوريا، وهو من جنسية سعودية مقيم بالشام، وعلى إثر ذلك جند كل من (ب،ز)، (ب،م)، (ع،ر) وكلهم من تيارت، بالإضافة إلى شابين إثنين من العاصمة• وحسب تحقيقات مصالح الأمن، تبين أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تعدى إلى تنشيط خلايا إرهابية نائمة في بالجزائر، وتم تدريب المكنى "أبي إسلام" على كيفية صنع القنابل باستعمال الأسمدة الفلاحية المهربة عبر الحدود•