من خلال الإقبال المعتبر للمواطن البجاوي على الأبواب المفتوحة التي نظمتها قيادة مجموعة الدرك الوطني لولاية بجاية بدار الثقافة، من 21 ماي الجاري إلى 23 منه، والاهتمام الكبير بعمل مختلف المصالح، التي اجتهدت إطاراتها في شرح مهامهم وكذا عمل الأجهزة المستعملة في نشاطاتها، والتي وضعت تحت تصرف الجمهور الذي ضم السواد الأعظم منه، طلبة الجامعة وتلاميذ مختلف ثانويات عاصمة الولاية، خاصة الأقسام النهائية، حيث طاف الجميع في مختلف أرجاء المعرض، تشكلت في فترات من التظاهرة، طوابير للوقوف على مدى امتلاك الجهاز الأمني للتكنولوجيا الحديثة من معدات متطورة لمحاربة الجريمة المنظمة، على غرار جهاز قياس نسبة الكحول الذي عرضته مصلحة أمن الطرقات ومقارنة البصمات وجهاز كشف التزوير بمصلحة الخلية التقنية، كل هذا المجهود يصب في خانة تكريس العمل الجواري وتقريب الدرك الوطني من المواطن لضمان الشراكة الإيجابية من أجل تحقيق الأمن والحماية للمواطن وممتلكاته وإرساء سلطة القانون على الجميع، تلك بعض الشروح التي قدمها أحد القائمين على الأبواب المفتوحة التي أصبحت تقليدا سنويا في منطقة شهدت أحداثا مأساوية، خلفت ركودا في التنمية وفتحت المجال واسعا لانتشار الجريمة المنظمة في ظل غياب الدرك الوطني الذي عاود الانتشار في عدد من البلديات التي غادرها عقب أحداث الربيع الأسود، كمطلب رئيسي للعروش حينها• وفي سياق متصل قدمت مصالح الدرك لأمن الطرقات حصيلة عملها للسنة الماضية والثلاثي الأول لهذه السنة، إذ ترجمت الأرقام المسجلة، تنامي ظاهرة إرهاب الطريق الذي واصل حصد الأرواح، إذ ارتفع العدد ب 16 ضحية مقارنة بعام 2006 الذي أدى إلى وفاة 80 شخصا، فيما خلف 669 حادث مروري الموسم المنقضي 1218 إصابة متفاوتة الخطورة، في وقت لم يتعد سنة 2006 617 حادث خلف 1028 مصاب، لتبقى الطرق الوطنية رقم 09 الرابطة بين بجاية وسطيف الأكثر دموية ب 31 ضحية مقارنة بالموسم قبل الماضي الذي سجل 18 وفاة، ثم يليه الطريق الوطني رقم 26 ب 18 ضحية مسجلا انخفاضا معتبرا مقارنة ب 2006 ب 2 ضحية• وبفارق ضحيتين يحتل الطريق الوطني رقم 12 المركز الثالث في عدد الضحايا في طرقات الولاية• وفي مجال محاربة الإجرام سجلت الحصيلة السنوية للدرك في إقليم المجموعة تسجيل 71 جناية و334 جنحة، فيما سجلت نفس المصالح انخفاضا في عدد الجنايات الذي لم يتعد 45 قضية فيما ارتفعت الجنح ب 62 قضية عام 2007، في وقت سجلت المصالح ذاتها في الثلاثي الأول لهذه السنة 16 جناية و769 جنحة• التحسن ذاته في الوضع الأمني جسدته المجهودات الميدانية لمصالح الدرك في محاربة آفة المخدرات حيث سُجلت أرقام قياسية في السنوات الماضية، وسمح تفكيك الدرك شبكات الإجرام المختصة في زرع السموم والمتاجرة بها بوضع حد لنشاطاتها، خاصة بعد تمكن ذات المصالح - حسب الأرقام المقدمة - من تسجيل 30 قضية عام 2006، وإتلاف 528 شجيرة من القنب الهندي بوزن 67•3 كلغ إضافة إلى 48•64غ مهيأة للاستعمال، وتم توقيف 4 أشخاص وإيداع 35 منهم الحبس، بينما سجلت مصالح الدرك حسب الحصيلة ذاتها تراجعا في عدد القضايا الخاصة بالمخدرات العام الماضي ب 10 قضايا، لكن مع ارتفاع في عدد الشجيرات التي تم إتلافها إذ بلغت 2604 بوزن 660•95 كأكبر حصيلة سجلتها المصالح خلال محاربتها للظاهرة ببجاية وتم القبض على 29 شخصا بموجبها ووضع 14 منهم رهن الحبس• الضربة الموجعة ذاتها لشبكات الإجرام تجسدت ميدانيا في الثلاثي الأول من هذا العام، باقتصار عدد القضايا على 9 فقط ولم تتعد الكمية المحجوزة 20•07 غ من الكيف، وتم القبض على شخص وإيداع الحبس 9 منهم، بينما أوردت الحصيلة في الثلاثي الأول عودة الجرائم المتعلقة بالقوانين الخاصة والمتمثلة في سرقة الرمال بالساحل الغربي بالخصوص حيث سجلت قضايا• وتبقى ولاية بجاية من بين الولايات الأكثر تضررا بظاهرة الانتحار من خلال تسجيل 9 حالات انتحار في الثلاثي الأول منها حالة انتحار امرأة، فيما سجلت العام الماضي 32 ضحية، وتبقى الأسباب تتراوح بين اليأس والمرض العقلي والبطالة والظروف الاجتماعية والنفسية الصعبة خاصة لدى القرويين الذين يشكلون أكبر نسبة من المنتحرين•