لا شك أن تظاهرة ثقافية وفنية كمهرجان المسرح المحترف التي دارت فعالياتها بالجزائر على مدار عشرة أيام كاملة، تحقق حراكا للمشهد الثقافي الجزائري، وبالإضافة إلى كونها مناسبة للالتقاء والاحتكاك بين المسرحيين من فنانين وأكاديميين وتقنيين، جزائريين وعرب وأجانب، فإنها فرصة لوضع أعمالهم على محك النقد والتقييم، من خلال المقارنة على الأقل• لكن وطيلة عشرة أيام من العرض، شاهد جمهور الفن الرابع عددا من العروض المسرحية التي لم ترق لمستوى توقعاته وتطلعاته، الأمر الذي يطرح سؤالا حول المعايير المتبعة في ترشيح هذه العروض إلى المهرجان الوطني للمسرح المحترف، خصوصا وأن عددا منها يذكرنا بحال الدراما التلفزيونية الجزائرية التي ليس لها اسم أمام الدراما العربية، حيث لا تكاد مسلسلاتنا تخرج عن إطار الصراخ والهستيريا والمواضيع المستهلكة والعمل المرتجل• ويبدو أن هذا ما حذا بالممثل سيد أحمد أفومي ليدعو المسرحيين إلى تطوير عملهم وإنتاجاتهم حتى يكونوا في مستوى الرصيد المسرحي الجزائري، وأيضا - وهو الأهم- ليكونوا في مستوى ذكاء ووعي الجمهور الجزائري• فالجمهور الجزائري صعب ولا يقبل بأي شيء، وقد أثبت فعلا أنه جمهور كبير، ليس من حيث الكم، بل من حيث الذكاء والوعي بما يقدم له• رهان المسرح الجزائري في الأساس هو الجمهور، فإن لم ننجح في استعادة الجمهور الذي غادر قاعات العرض، فعلى الأقل علينا الحفاظ على ما تبقى منه!•