ولدى الزيارة التي قادت "الفجر " إلى البناية ومعاينتنا لها وحديثنا إلى العائلات وقفنا عند المعاناة الحقيقية التي تميز معيشة كل فرد يقطن بها، فمعظم العائلات تقطن بالبناية منذ الاستقلال، وبشهادتهم فإن معظم سكناتهم كانت عبارة عن غرفة واحدة كبيرة، وبسبب العدد الكبير للأفراد أجرى أرباب العائلات تعديلات على تلك الغرف وقسموها إلى أقفاص صغيرة، وأصبحت بفعل ذلك الغرفة الواحدة تضم غرفتين وأحيانا ثلاث غرف• واستنادا إلى توضيحات ممثل العائلات "فإن أول انهيار في جزء من البناية كان سنة 1999 وزادت وضعيتها تدهورا بعد الزلزال الذي هز العاصمة سنة 2003 والذي على إثره صنفت البناية في الخانة البرتقالية من قبل مصالح المراقبة التقنية للبنايات، "وبعد ذلك" اقترح عليهم مسؤولو البلدية منحهم شاليهات ولكن البعض منهم رفض العرض "• ونحن نعاين البناية رفقة سكانها لاحظنا تلك الردوم التي تحيط بها من كل جانب، فالسلالم جد هشة وجدرانها متصدعة من جميع الجوانب حتى الأرضية غير مستوية ولهذه العوامل كلها تخشى العائلات القاطنة على مستوى البناية خطر انهيارها فوق رؤوسها• وأفادت إحدى القاطنات بالبناية أنها كانت تقطن في الطابق الثاني وبسبب الانهيارات المتكررة استقرت بالطابق الأرضي الذي تتواجد به غرفة واحدة تقطن بها وعائلتها ولا تعرف ليلها من نهارها، و قد خصصت الجزء الواقع بمدخل الغرفة وتحديدا بمحاذاة السلالم مكانا للطبخ• ومن جهة أخرى أوضح لنا ممثل عن العائلات أنه في السابع من ماي المنصرم انهار جزء من البناية على شخصين وأصيبا بجروح وقد تدخل أعوان الحماية المدنية وكادت أن تحدث الكارثة• وأمام الوضع الكارثي الذي تتخبط فيه العائلات، لجأ العديد منهم إلى بيع أثاثهم بأثمان بخسة لأنهم لا يملكون خيارا آخر، ويعاني السكان الأمرين خلال فصل الشتاء لأنهم يغرقون في مياه الأمطار التي تدخل من الجدران المتصدعة، أما في فصل الصيف فإن السكان يشتكون من كثرة الذباب وانتشار الحشرات بسبب تصدع قنوات الصرف الصحي، كما أن خمسة عائلات تتقاسم مرحاضا واحدا• وبحسب شهادة ممثل عن العائلات، أكد لنا "بأنهم أودعوا ملفاتهم لدى مصالح بلدية محمد بلوزداد منذ سنوات عدة وقام بدروهم بعض مسؤولي هذه البلدية بمعاينة البناية عدة مرات"، وعلاوة على ذلك تقدم الممثل ذاته بمراسلات عدة إلى بعض المسؤولين بهدف التدخل العاجل والبت في قضيتها ومنحها سكنات لائقة ولم يتلقوا أي رد بشأن ذلك• ومن جهتنا حاولنا الاتصال عدة مرات بمسؤولي بلدية محمد بلوزداد لمعرفة موقفهم من وضعية العائلات الثمانية ولكن كل محاولاتنا باءت بالفشل• وطالبت تلك العائلات بالتدخل العاجل للسلطات المحلية لانتشالهم من الظروف القاهرة التي يعيشون في ظلها، ومنحهم سكنات لائقة تؤمن لهم العيش الكريم وتخفف عنهم من المعاناة التي يتخبطون فيها منذ عقود عدة•