أجمع المتدخلون بالملتقى الدولي الثاني حول البيوتكنولوجيا في خدمة الصناعات الغذائية الذي تنظمه دوريا كلية الفلاحة والبيطرة لجامعة البليدة على أهمية إجراء تعديلات جينية بمختلف المنتوجات الزراعية بالشكل الذي يتيح لها مضاعفة المردود وزيادة الإنتاج المحلي كخطوة لابد منها لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الغذائي• وفي ذات السياق أكّد بعض الباحثين المشاركين في الملتقى على أنّ الجزائر لاتزال تابعة غذائيا بنسبة 60 % للخارج لا سيما فيما يتعلق بالمحاصيل الكبرى والحوامض، في حين أنّه يمكن اعتماد تقنيات علمية مباشرة على مختلف المحاصيل تسمح بمضاعفة المنتوج أضعافا مضاعفة وبوسعها وضع حد لهذا التوجه القائم حاليا، كما أنّ الصناعات الغذائية ببلادنا لا تستجيب لمتطلبات السوق الوطنية المتعلقة بالمنتوج الفلاحي بحيث لاتزال عدة منتوجات يستغنى عنها في المفرغات العمومية بدلا من استغلالها في الصناعات التحويلية بما يسمح بتحقيق حد أدنى من الأمن الغذائي• وكانت رئيسة الملتقى الأستاذة بوطكرابط قد أكّدت على أنّ نظام الLMD المعتمد بالجامعة الجزائرية حاليا يقتضي وجود قاعدة صناعية معقولة بالمحيط الجامعي تمكّن الطلبة من مزاولة دراستهم التطبيقية بمعية مقتضيات أخرى تصب معظمها في ذات المنحى، كما أشارت أيضا إلى وجود بحوث ميدانية عديدة تتعلق بإحداث طفرات وراثية في تصرفات بعض المنتوجات الزراعية، الأمر الذي تمليه بقوة مقتضيات التكنولوجيا الحديثة إلا أنّ تثمين وتوجيه ذات البحوث وفق متطلبات الجامعة والاقتصاد الوطني يبقى مرهونا بمدى تجسيد الأبحاث المنجزة ميدانيا من جهة واعتماد الصناعات التحويلية ضمن السياسة الاقتصادية المنتهجة وبذلك يمكن أن يحصل التوافق بين نمط الدراسة بالجامعة والتوجهات الاقتصادية للبلاد، كما يعتبر هذا المسلك كفيلا بتحقيق أمن غذائي مريح للجزائر • تجدر الإشارة إلى انّ الملتقى الأول الذي عقد بتيبازة العام المنصرم أدرجت ضمن ورشاته أهمية البحث في المجال الزراعي بما يستجيب لتطوير الواقع الفلاحي بالبلاد، فيما اهتم الملتقى الثاني الذي اختتم في ساعة متأخرة من مساء أمس بثمين البحوث المنجزة وتكييفها مع مقتضيات نظام الدراسة بالجامعة وحاجيات البلاد من المواد الغذائية من خلال مضاعة المردود بتعديل النمط الجيني من جهة وترقية الصناعات التحويلية التي بوسعها امتصاص الفائض المسجل في مختلف المنتوجات الفلاحية•و قد حظي الملتقى الثاني بمشاركة باحثين من فرنسا وإسبانيا وتونس والمغرب قدّموا تجاربهم الميدانية المرتبطة بتنمية النشاط الفلاحي•