أشار أمين الزاوي في بداية اللقاء بحضور رئيس الحكومة السابق سيد احمد غزالي وسعيد شيبان ومجموعة من المثقفين، إلى أن المؤلف يتضمن شهادة عن تاريخ الجزائر وأن الكاردينال "إتيان ليون دوفال" شخص عرف لدى مختلف الرؤساء الذين تعاقبوا على الجزائر منذ عهد الرئيس الراحل هواري بومدين إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، كما كانت له علاقات بهم• ويتضمن المؤلف - الذي وقعه البابا دونيس غونزاليس مدير المنظمة الإنسانية التابعة للفاتيكان "كاريتاس ألجيري" - ثلاثة أجزاء يتعلق الأول منها بوثائق مكتوبة متعلقة بردود فعل الكاردينال إزاء الأحداث التي ميزت الجزائر في ظل الاحتلال الفرنسي وكذا أهم الانتهاكات التي مورست في حق الشعب الجزائري في تلك الفترة ودفاعه المستمر عن حقوق الشعب الجزائري وحقه في تقرير مصيره• أما الجزء الثاني من الكتاب فقد اشتمل على شهادات حول الأعمال الإنسانية التي كان يقوم بها "دوفال" لصالح الجزائريين• وأشار "تيسيي" إلى أن "الكاردينال دوفال" الذي عين أسقفا للجزائر في 1954 بعد مدينة قسنطينة التي كان بها ابتداء من سنة 1947، استاء كثيرا للانتهاكات التي تتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان التي كانت تقوم بها السلطات الاستعمارية في بلادنا، وقرأ في هذا السياق مجموعة من الاحتجاجات المكتوبة التي وجهها إلى السلطات الاستعمارية ووزارة العدل وانتقد السياسة السوداء التي كان ينتهجها الجنرال "ديغول"، منددا بالإعدامات الجائرة التي كان يمارسها في حق الشعب الجزائري، كما وجه رسالة إلى الرئيس الراحل هواري بومدين يطالبه فيها بضرورة التخفيف عن العقوبات التي فرضت على المعارضين السياسيين رأفة بعائلاتهم• ولم تتوقف مساعيه الإنسانية عند هذا الحد بل عرف الرجل باعتباره ممثلا للمسيحيين بالجزائر بدفاعه عن حقوق الشعوب المستعمرة وتنديده بالسياسة الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني خاصة منها مجازر "صبرا وشتيلا" التي سعى الإسرائيليون من خلالها إلى تصفية العرق الفلسطيني من لبنان• وتجدر الإشارة إلى أن الكاردينال "دوفال" من أقدم الناشطين في مجال حقوق الإنسان، حيث عرف كعضو مؤسس لأول رابطة لحقوق الإنسان بالجزائر التي أنشأها محامون ومثقفون في منتصف الثمانينيات•