قرأت زوجة سهيل ادريس خلال ندوة المكتبة الوطنية في عددها العاشر أول أمس مقتطفات من مذكراتها التي دونت فيها لقاءها الأول مع صاحب دار الآداب اللبنانية الأديب سهيل ادريس، وكشفت فيها عن العديد من الأمور الحميمة في علاقتها مع زوجها الأديب سهيل ادريس• وذكرت أن لقاءها الأول مع زوجها كان في 1954 بمقر مجلة الآداب، وكانت آنذاك طالبة حيث قررت أن تذهب لزيارة رئيس تحرير مجلة "الاداب"، وحين وصلت إلى مكتبه وقابلته تلعثمت في الكلام ولم تجد القدرة على الحديث معه، لكن سهيل شجعها على الكلام وأهداها نسخة من روايته "الحي اللاتيني" ورفضت أن يوقع لها إهداء وهو الأمر الذي أثار حنق سهيل لدرجة انه قال لها إنها إن كانت ترفض أن يوقع لها فما عليها إلا أن تشتري الرواية من المكتبة دون توقيع• وكشفت زوجة ادريس أيضا عن جوانب من شخصية زوجها سهيل وقالت إنه لم يتخذ في حياته موقفا مبهما، كما تحدثت عن معاناة الأديب ورحلة مرضه• وقالت عايدة مطرجي إنها تشعر بالكثير من العرفان والتقدير للجزائر وأبنائها إزاء هذا التكريم في بلد أحبه سهيل ادريس كثيرا• وقال الدكتور محمد سعيدي إن الاديب سهيل ادريس كان إنسانا متواضعا وأن علاقاته بالدول العربية كانت متينة جدا ومتجذرة في العلاقات التي كان يؤمن بها كالمصير العربي• وتحدث محمد سعيدي عن الصدى الكبير لمجلة "الاداب" في الجزائر، وقال إن العدد الاول الذي اشتراه كان في 1953، حيث كان طالبا في متوسطة عبدالحميد بن باديس• وأشار الى مجلة "الاداب" التي كان سهيل ادريس يرأس ادارة تحريرها كانت المفضلة في تلك الفترة، حيث كان يكتب فيها عمالقة المفكرين العرب امثال قسطنطين رزيق وعبدالله عبدالديم وآخرين• وقال الكاتب محمد سعيدي إن المجلة كانت غنية أيضا بمناظرات طه حسين، وقال إن النخبة التي كانت تكتب في المجلة كانت تحمل عقلنة العالم العربي وقضية حريته وتقدمه وقضية التحديث، وصرح أن مجلة الاداب كانت تسير نحو تحديث العالم العربي، وقال إن العرب كانوا آنذاك يشاركون في الحياة الدولية كفاعلين، وأضاف "أتذكر سهيل ادريس في سنوات مجد الوطن العربي وحين أتذكره فإنني أتذكر كل مواضيع التحديث"• وتم تكريم زوجة الأديب سهيل ادريس بوسام استحقاق نظير ما قدمه من أعمال في مجال الأدب والفكر•