أشاد أمين الزاوي مدير المكتبة الوطنية بالدور المهم الذي لعبته دار الآداب وقبلها مجلة الأدب لصاحبهما الدكتور '' سهيل إدريس'' في التعريف بالأدب المغاربي وإدراجه في مصاف الكتابات العربية بعد أن همش لعقود من الزمن، موضحا أن مجلة الأدب اللبنانية كانت قد نشرت في عددها الأول مقالا أدبيا احتفاء بكتابات كل من: ''محمد ديب'' و''مالك حداد'' و''مولود معمري'' وبالتالي كان المقال أول متابعة نقدية تلاحق الأدب الجزائري ملاحقة نقدية. أمين الزاوي خلال مداخلته التمهيدية ضمن الندوة نصف الشهرية التي نظمت أول أمس بالمكتبة الوطنية والتي خصصت لتكريم المؤلف والمترجم اللبناني الراحل '' سهيل ادريس'' وذلك بحضور أرملته المترجمة ''عايدة مطرجي ادريس'' أكد أن دار الأدب استطاعت سحب المركزية الثقافية من القاهرة مغيرة قطبها إلى بيروت التي كانت أوسع وأرحب . من جهته أفاد محمد سعيدي الذي يعتبر واحدا من الكتاب الجزائريين الذين عرفوا المرحوم وتأثروا بمواقفه القوية ومبادئه أن علاقة المحتفى به بالقضايا العربية كانت علاقة متجذرة بالقناعات التي ظل يؤمن بها كمواطن عربي فهو من القلائل الذين تكلموا بصوت عال عن الحداثة ودافعوا عن الحرية والتحرر في الوقت الذي كانت فيه هذه المصطلحات محظورة على المواطن العربي وأضاف ذات المتحدث ان مجلة الأدب كانت أداة ساعدت سهيل المناضل على التبشير بأفكاره التحررية. من جهته ركز ''بن عمار صغير'' مدير المدرسة الوطنية للإدارة ونائب رئيس اتحاد الكتاب العرب في مداخلته حول ''عارنا في الجزائر'' والذي هو في الأصل مجموعة من المقالات التي كتبها ''جون بولسات'' وجمعها إدريس وترجمها ونشرها كنوع من المناصرة والدعم للقضية الجزائرية وأضاف ذات المتحدث أن مجلة الأدب اللبنانية كانت تصل من لبنان الى المجاهدين بالجبال. و بعد تلك المداخلات والشهادات الحية من هؤلاء الذين عرفوا المناضل ''سهيل ادريس'' تحدثت السيدة ''عايدة مطرجي'' في كلمة ألقتها بهذه المناسبة عن خصال المرحوم موضحة إن إدريس كان باستمرار يردد ''لا يمكن للكاتب ان يبيع كلمته وإنما عليه ان يكتب بضمير، لتنطلق بعدها في سرد أهم محطات حياتها معه بكل ما حملت من انتصارات وانكسارات، حيث تحدثت عايدة مطرجي عن مسيرة الكاتب المترجم المناضل، وعن كتاباته ومواقفه وإصراره على إيصال الكلمة العربية الى ابعد الحدود''. و اختتمت الندوة بتقليد الدكتور الزاوي وسام الأدب للدكتورة ''مطرجي '' بمعية كل من السيدين سعيدي وبن عمار الصغير. وللتذكير فان سهيل إدريس هو من أسس اتحاد الكتاب اللبنانيين عام 1986 وكان احد مؤسسي مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت وعضو باتحاد الناشرين العرب واتحاد الكتاب العرب وله عدة روايات وترجمات أهمها رواية ''أصابعنا التي تحترق'' عام 1962 والمجموعة القصصية ''العراء'' و''زهرة من دم'' كما ألف معجم المنهل الفرنسي وترجم ما يزيد عن عشرين كتابا.