كرمت المكتبة الوطنية الجزائرية أول أمس الأديب والإعلامي الفلسطيني الحامل للجنسية الجزائرية عبد الرحمن سلامة رحمه الله، الذي قدم الكثير للثورة الجزائرية والإعلام، وحضر التكريم كل من سفير فلسطين محمد الحوراني،الأديبة والوزيرة السابقة للثقافة زهور ونيسي، الأستاذ عبد العالي رزاقي بالإضافة إلى أصدقاء وأقارب الفقيد . بدأ المدير العام للمكتبة الوطنية أمين الزاوي حديثه بالتذكير ببعض الصحفيين العرب الذين كرسوا حياتهم لخدمة الإعلام الجزائري، ومن بينهم سعد يوسف، حيدر حيدر، يحيا يخلف، عزيزلحباني، عز الدين مدني، إسماعيل شتات، الأديب علاء الدين رقيق، حسين أبو النجا وأيوب الثقافة سهيل الخالدي، مشيرا إلى أنهم جزء من البنية الثقافية الجزائرية وذلك لأنهم سوقوا صورة الجزائر بطريقتهم الخاصة، فكانوا يكتبون بدافع حب الجزائر والثقافة الجزائرية، حيث شبه ذات المتحدث عبد الرحمن سلامة بوكالة الأنباء الجزائرية لولعه بإيصال الخبر عن الجزائر إلى مختلف الأنحاء العربية ومنشغل بقضية التعريب بها، فاشتغل مراسلا لكثير من الصحف العربية، وأضاف أمين الزاوي أن المكتبة الوطنية تتعهد بنشر مخططات المرحوم، حيث ستبدأ بمخطط ''الجزائر في محرقة الإرهاب'' الذي تكلم فيه الفقيد عن العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر في التسعينيات، وذلك لتقديم هذه الشخصية للإعلاميين والأدباء معتبرا الفلسطينيين جزءا مكملا وأساسيا للمثقفين الجزائريين و تاريخ الجزائر الثقافي . ومن جهتها وصفت الأديبة الزهور ونيسي الفقيد بأنه إنساني خجول متخلق خدم الإعلام والتعليم في الجزائر أكثر من بلده الأصلي ولم يهتم بالجانب المادي، وفي نفس السياق يقول الأديب جيلالي خلاص أن المرحوم كان بسيطا و متواضعا، حيث يتحدث مع أي إنسان دون أن يأخذ بعين الاعتبار مستواه الثقافي ولا الاجتماعي، كما لام جيلالي خلاص الفقيد لتركه القصة والتعليم من أجل الإعلام، والذي لم يعطه حقه فكان يعتقد أن الكتابة في الصحافة العربية تعوضه، ولكن لسوء الحظ كانت مجحفة جدا ولم تعطه حقه حتى بعد مماته قائلا''ونتأسف أن الصحافة العربية مازالت تبخل على الكاتب ب50دولار.'' وأوضح عبد العالي رزاقي أن وزارة الخارجية كانت تعتمد على عبد الرحمن سلامة كمصدر للأخبار، لكونه الصحفي الوحيد الذي كان يهتم بأخبار العالم العربي بعد الاستقلال وخاصة قضية الصحراء الغربية، فكان ظاهرة إعلامية مضيفا''كنت محضوضا لأنني تعرفت عليه واستفدت منه ومن علاقاته.'' كما قدم السفير الفلسطيني محمد الحوراني والأديبة زهور ونيسي وسام المكتبة الوطنية لنجل المرحوم عبد الرحمن سلامة. وللاشارة فإن الأديب والإعلامي عبد الرحمن سلامة ولد في 30ماي1941 بقرية الدوايمة في فلسطين ،ولما بلغ سن السابعة جاءت آلة الحرب اليهودية ودمرت قرية الدوايمة لترتكب فيها أبشع المجازر،فقد عبد الرحمن عائلته وبقي مع جدته وخاله ثم رحل إلى فرنسا أين التقى بالجالية الجزائرية وانخرط في العمل النضالي من أجل أن تتحرر الجزائر، ودخل إلى الجزائر حيث تحصل على الجنسية الجزائرية في ,1970 تحصل على دبلوم صحافة دولي بالقاهرة وخريج المدرسة العليا الجزائرية للأساتذة ، وعمل في الصحافة الجزائرية من1962الى,1998 حيث كان صحفيا بكل من جريدة الشعب، مجلة الشباب، مجلة الجزائرية، صوت الأحرار، يومية الجزائرومجلة الوفاق العربي وعمل مراسلامن1975 إلى أن وفاه أجله في02سبتمبر2007 لمجلة الصياد، كل العرب، مجلة الحوادث، مجلة الموقف العربي والآداب اللبنانية، جريدة البلاد السعودية،مجلة العربي الكويتية ومجلة الثقافة العربية الليبية، بالإضافة إلى أنه كان عضو اتحاد الكتاب الجزائريين منذ,1975صدر له عدة مؤلفات منها ''التعريب من خلال الوثائق الرسمية''، ''المسرح العربي في الجزائر''، ''جدار الثلج''،وله عدة مخطوطات وهي معدة للطبع وهي ''مرافىء العودة''، ''الجزائر في محرقة الإرهاب''،''حوادث ساخنة''،''أوراق جزائرية''، يوميات كاتب وصحافي عربي في الجزائر .'' ------------------------------------------------------------------------