اقترح وزراء المياه العرب، بمن فيهم وزير الموارد المائية، عبد المالك سلال، أمس، إنشاء مجلس وزاري في إطار الجامعة العربية، من أجل تنسيق الجهود فيما بينهم لمواجهة مشكل ندرة المياه بالمنطقة والوصول إلى تسيير ناجع لها• وجاء هذا المقترح بمناسبة مشاركة وزير القطاع، عبد المالك سلال، في أشغال اللجنة الإقتصادية والإجتماعية لغربي آسيا "الاسكوا"، بالعاصمة المصرية القاهرة، بهدف مراجعة وتعزيز السياسات الخاصة بإمدادات المياه والإصلاحات المؤسسية بمنطقة "الاسكوا"، ليليه اجتماع لوزراء المياه العرب• وناقش وزراء المياه، حسب الخبر الذي أوردته وكالة الأنباء الجزائرية، وضع إمدادات المياه والصرف الصحي والاقتراحات من أجل الإسراع في تحقيق أهداف التنمية للألفية الثالثة• وقد عقدت الاجتماعات التحضيرية لاجتماع الوزراء العرب المعنيين بشؤون المياه المقرر إجراؤه اليوم، بمشاركة عبد المالك سلال لبحث قضايا المياه في المنطقة العربية• ويرى المشاركون أن المجلس المقترح سيعمل على تعزيز القدرات العربية من خلال اتخاذ إجراءات عربية موحدة تؤدي إلى نوع من التكامل الزراعي العربي عن طريق الاستغلال الأمثل للمياه العربية• وفي هذا السياق، أفاد مصدر مقرب من الاجتماع التحضيري لوكالة الأنباء الجزائرية، أن المشاركين اتفقوا على عقد الاجتماع التأسيسي لمجلس وزاري عربي للمياه السنة القادمة بالجزائر، حيث سيقدم هذا الاقتراح لاجتماع الوزراء لإقراره• كما بحث المجتمعون التحضيرات العربية للمنتدى العالمي الخامس للمياه والمقرر عقده في اسطنبول في مارس 2009، خاصة منها الجوانب القانونية والتشريعية لحماية المصالح العربية في المياه المشتركة مع دول غير عربية واقتصاديات المياه وتطبيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية لتحقيق تنمية مستدامة في المنطقة العربية• ودرس المسؤولون في الاجتماع موضوع التغير المناخي وتأثيره على الموارد المائية في المنطقة العربية والموارد المائية غير التقليدية واستراتيجية تنميتها في المنطقة العربية• ويذكر في هذا الصدد أن الجزائر قامت بإنجاز عدة مشاريع لتغطية العجز الموجود في قطاع المياه ، وهذا من خلال الاعتماد على مصادر أخرى، منها تحلية مياه البحر، حيث برمجت إنجاز 13 محطة بالمناطق الساحلية أغلبها بالجهة الغربية للوطن باعتبارها أشد المناطق جفافا، لتوفير 2•3 مليون متر مكعب يوميا حتى نهاية سنة 2009 و2•3 مليون متر مكعب يوميا في آفاق سنة 2011، علما أن أكبر محطة على المستوى الإفريقي هي محطة الحامة التي تقدر طاقتها ب 2 ألف متر مكعب يوميا، بالإضافة إلى إعادة استغلال مياه الصرف بعد تطهيرها، حيث استفادت مؤخرا 11 محطة من عملية تأهيل مع إنشاء 28 محطة جديدة لاستغلالها في ري بعض الأنواع من المحاصيل الزراعية، خاصة الزيتون، حيث يوجد عجز في ري الأراضي الفلاحية، فمن مجموع 866715 هكتارا لا تؤمن وزارة الموارد المائية ري سوى 420 ألف هكتار، هذا بالإضافة إلى استعمال المياه المطهرة بدلا من المياه العذبة في الأنشطة الصناعية المختلفة ولاسيما البناء•