وبعد ساعات من طلب المدعي العام في المحكمة لويس مورينو أوكامبو رسميا من قضاة المحكمة إصدار مذكرة توقيف بحقه شارك الرئيس السوداني في احتفال بمناسبة المصادقة على قانون الانتخابات الجديد، من جانبها دعت الأممالمتحدة السودان لضمان سلامة موظفيها، بينما قررت القوة المشتركة إجلاء موظفيها غير الأساسيين، وسط تواصل ردود الأفعال على طلب محكمة الجنايات الدولية إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني، وقال بيان للمنظمة الدولية أن أمينها العام بان كي مون "يتوقع أن تواصل الحكومة السودانية التعاون الكامل مع الأممالمتحدة في السودان مع الوفاء بالتزامها ضمان سلامة وأمن جميع موظفيها وممتلكاتها"• وكان ممثل الادعاء في محكمة الجنايات الدولية لويس مورينو أوكامبو وجه اتهامات رسمية للبشير ب"ارتكاب جرائم حرب" و"إبادة جماعية" قضت على 35 ألف شخص، وتسببت بتشريد نحو 2•5 مليوني لاجئ، وطلب إصدار مذكرة باعتقاله، لكن السودان رفض "ادعاءات" المحكمة الدولية وقال إنه ليس عضوا فيها ولن يتعاون معها، لكنه تعهد بمواصلة مساعي إحلال السلام في دارفور واستمرار التعاون مع الأممالمتحدة وحماية موظفيها• وتواصلت ردود الأفعال العربية والدولية على المسألة، حيث قال البيت الأبيض الأميريكي على لسان الناطق باسمه غوردون جوندرو أن واشنطن ستدرس طلب إصدار مذكرة توقيف دولية بحق الرئيس السوداني ودعا كل الأطراف إلى الهدوء، ولم تعلن الإدارة الأمريكية بوضوح ما إذا كانت تؤيد أم لا طلب المدعي العام لويس مورينو أوكامبو، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها ليست طرفا في محكمة الجنايات الدولية وأنها تشجع مبدأ محاسبة مرتكبي الجرائم• وعلى الجانب الأوروبي، طالب الاتحاد الأوروبي بإيجاد حل سياسي للنزاع في دارفور، ودعت الرئاسة الفرنسية التي تتولى الرئاسة الحالية لتطبيق اتفاق السلام الخاص بدارفور• في المقابل، حذرت رئاسة الاتحاد الأفريقي على لسان وزير الشؤون الخارجية التنزاني برنارد ميمبي الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الحالية من خطر وقوع "انقلابات عسكرية وفوضى شاملة"• وقال بيان صدر بمقر الاتحاد الأفريقي في إثيوبيا إن الاتحاد يجري مشاورات حول الاتهام ويعتزم إرسال مفوض الأمن والسلم السفير رمضان العمامرة إلى السودان ليجتمع بالرئيس البشير ومسؤولين كبار آخرين في الحكومة السودانية• وعلى الصعيد الشعبي، خرج آلاف السودانيين أمس في الخرطوم في تظاهرة تضامنية مع البشير، وقابلتها تظاهرات مضادة لعشرات من لاجئي إقليم دارفور في عدة مدن أوروبية•