قام، أول أمس، عدد من الجزائريين المقيمين في بلجيكا دون وثائق باعتلاء رافعة بناء والتهديد بإلقاء أنفسهم، احتجاجا على رفض السلطات البلجيكية تسوية وضعيتهم ومنحهم وثائق الإقامة الشرعية، التي تمنحهم حقوقا مثل المقيمين الآخرين، وطالب الجزائريون الذين شاركهم في الاحتجاج ليلة كاملة على الرافعة بالعاصمة بروكسل عدد من المهاجرين المغاربة والروانديين من الحكومة البلجيكية تعهدا بتسوية أوضاع المهاجرين غير الشرعيين، فيما عملت الشرطة البلجيكية على منع أي أحد من الاقتراب من الرافعة، خوفا من تنفيذ التهديد واتخذت إجراءات احترازية لضمان ذلك• وقالت مصادر من الشرطة البلجيكية، حسبما نقلته وسائل إعلامية، أمس، أن الجزائريين والمغاربة المحتجون ينتمون إلى مجموعة متكونة من 140 مهاجرا غير شرعي، أضربوا عن الطعام في مقر جامعة "بروكسل الحرة"، للضغط على السلطات ودفعها إلى تسوية وضعيتهم• وتأتي المحاولات اليائسة للمهاجرين غير الشرعيين المقيمين في بلجيكا، بعد إعلان رئيس الوزراء "ايف لوترم" أن الحكومة قد قررت إرجاء تسوية وضعية المهاجرين غير الشرعيين، وأنها لن تتسرع في معالجة هذه الإشكالية، وأضاف أنها سوف تدرس ملفات المعنيين بتأن، وقد آثار هذا القرار احتجاج ترفضه جمعيات الدفاع عن المهاجرين وطالبي اللجوء، في وقت لم تجد فيه السلطات البلجيكية من أسلوب لحل معضلة المهاجرين غير الشرعيين، حيث يشكل الحل المتمثل في تسوية وضعيتهم بشكل جماعي تشجيعا على قدوم مهاجرين آخرين، مثلما حدث للسلطات الاسبانية التي اعتمدت لمدة طويلة خيار التسوية الجماعية لوضعية المهاجرين غير الشرعيين، من خلال عقود العمل• وفي وقت تمارس فرنسا ضغوطا كبيرة لدفع دول الاتحاد الأوروبي على منع التسوية الجماعية لوضعية المهاجرين غير الشرعيين، من خلال ميثاق للهجرة طرحه، نيكولا ساركوزي، على دول الاتحاد من أجل غلق منافذ المهاجرين، والإبقاء على ما يخدم أوروبا من كفاءات ويد عاملة تفتقدها هذه الدول في بعض المجالات، وبلغ عدد المقيمين في بلجيكا بطريقة غير شرعية 300 ألف شخص بمصير مجهول• وبدء المهاجرون غير الشرعيون في بلجيكا تنظيم احتجاجات على طريقة اعتلاء رافعات البناء والإضراب عن الطعام منذ أشهر عديدة، لم تشفع لهم لدى السلطات البلجيكية، وإقدامها على منحهم وثائق الإقامة على أراضيها، فيما اعتبر محاموا طالبي الإقامة أن طريقة تعامل الحكومة البلجيكية مع ملف المهاجرين السريين، تدفع بهؤلاء إلى حركات احتجاجية خطيرة، ولم تكترث السلطات في بروكسل لمصير ثلاثة رعايا إيرانيين أمضوا زهاء أسبوع كامل فوق إحدى الرافعات وسط بروكسل قبل أن يتم نقلهم إلى إحدى المستشفيات•