قال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن الجزائر تدرس مقترحات صينية تتعلق بمشروع إحداث منطقة تعاون اقتصادي وتجاري بالجزائر، تساهم في رفع المبادلات التجارية الى أكثر من النسبة الحالية المقدرة ب 3.8 ملايير دولار، إضافة الى اقتراح مجموعات صينية لإقامة معمل لصناعة السيارات. وتتضمن المقترحات الصينية أيضا، حسبما أدلى به رئيس الجمهورية في حديثه الخاص لصحيفة "ريمن ريباو" في زيارته الحالية الى بكين والذي نقلته وكالة الانباء الجزائرية، استثمارات لتوسيع التعاون خارج المحروقات بتجسيد استثمارات مدمجة في القطاع المنجمي أو في مجال الموانئ. كما أبدى الرئيس رغبته في دعم الحضور الصيني في الجزائر في كبرى المشاريع التي تطلقها الحكومة بعد أن شكل الصينيون نسبة أكبر في حضور الشركات الأجنبية في المشاريع الكبرى من الطريق السيار شرق - غرب والمشاريع السكنية والهياكل الاستشفائية ومشروع نقل المياه الجوفية بين عين صالح وتمنراست. وأكد عبد العزيز بوتفليقة على الأهمية التي توليها الجزائر لمجالات الصناعة التصنيعية وللخبرة التسييرية وبصفة أكبر لتكوين الموارد البشرية، وترغب في تعاون مع الصين في المجالات المذكورة كشكل من أشكال استغلال الفرص لتوسيع آفاق التعاون الثنائي الذي عرف تطورا كبيرا، حسب الرئيس، منذ إبرام إعلان تعميق علاقات التعاون الاستراتيجي ببكين في نوفمبر 2006، وأضاف أنه يشكل خارطة طريق لتعاون شامل بين الدولتين. بوتفليقة الذي عاد إلى المراحل الأولى من انطلاق التعاون بين الجزائر والصين التي تبلغ هذه السنة الذكرى الخمسين من العلاقات الدبلوماسية، قال عنها أنها أصبحت تكتسي طابعا استراتيجيا يرتكز على توازن المصالح والشمولية وبلغت التعاون في مجال الاستعمال السلمي للطاقة النووية. ورغم ارتياحه لتطور التعاون جنوب- جنوب وبالأخص بين الصين وإفريقي، اعتبر رئيس الجمهورية أن هذا التعاون لم يتم بعد استغلال كافة ما يتيحه من الإمكانيات بشكل يرتقي فيه الى تكتل يساهم في إقامة توازنات حقيقية في العالم. كما تضمن حديث الرئيس للصحيفة الصينية الذي يأتي خلال زيارته لبكين لحضور افتتاح الألعاب الاولمبية تذكير بورشات الإصلاح والتنمية التي انطلقت منذ 2001 وتستمر الى السنة المقبلة. وقال بوتفليقة إنه خصص 200 مليار دولار لتزويد مناطق البلاد بهياكل عصرية.