وكانت مصادر إعلامية في جورجيا قد قالت ان معظم القوات الروسية غادرت المدن والأراضي الجورجية، فيما اتهمت واشنطن وباريس وتبليسي روسيا بعدم الوفاء بالتزاماتها التي نصت عليها خطة وقف إطلاق النار الفرنسية، وحسب ذات المصادر فإن القوات الروسية لم يعد لها وجود في المدن والبلدات الروسية، التي دخلتها منذ اندلاع الأزمة مع جورجيا في الثامن من الشهر الجاري، لكنه أشار بالمقابل إلى أن روسيا أبقت جزءا من قواتها في مناطق حدودية مع جورجيا، في إطار "الإجراءات الأمنية" التي تؤكد أنها ضمن الأمور التي تضمنتها خطة وقف إطلاق النار. وقالت المصادر ذاتها أن العديد من القوات الروسية خلعوا قبعاتهم العسكرية الروسية، ووضعوا القبعات الزرقاء "قبعات قوات حفظ السلام" في إشارة لعودتهم لممارسة مهامهم السابقة ضمن القوات الدولية، غير أن الإجراءات الروسية لم تنل رضا العديد من الدول الغربية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة، حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض غوردون جوندرو "ما أفهمه هو أنهم لم يكملوا الانسحاب من مناطق تعتبر غير متنازع عليها وينبغي عليهم أن يفعلوا ذلك"، فيما عبر وزير الخارجية البريطاني دفيد ميليباند عن قلق بلاده العميق، من عدم انسحاب القوات الروسية إلى المواقع التي كانت تتموضع فيها قبل اندلاع القتال. وكان الرئيسان الأمريكي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي قد أكدا في محادثة هاتفية أن روسيا "لم تلتزم" باتفاق وقف إطلاق النار، فيما قالت جورجيا أن القوات الروسية لا تزال موجودة في بعض المناطق مثل ميناء بوتي وسيناكي غربي البلاد. وفي سياق التوتر الذي أحدثته الأزمة مع جورجيا، على العلاقة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، أعلن الأخير أنه بصدد مراجعة الأنشطة المقررة حتى نهاية السنة الجارية، لتحدي أي منها سيتأثر بعد قرار موسكو نهاية الأسبوع الماضي تجميد التعاون العسكري مع الحلف. وأوضحت المتحدثة باسم الناتو أن الاتفاق الموقع في أفريل بهدف تسهيل نقل تجهيزات غير عسكرية عبر الأراضي الروسية إلى القوة الدولية التي يقودها الحلف في أفغانستان، لم ينفذ بعد. وتشمل مجالات التعاون بين الطرفين مكافحة الإرهاب وإصلاح الأنظمة الدفاعية والتعاون بين العسكريين والتدريب على مكافحة المخدرات بأفغانستان وآسيا الوسطى والدفاع ضد الصورايخ، وإدارة الأزمات والانتشار النووي. وفي السياق نفسه بدأ الناتو ما سماه تدريبات روتينية في البحر الأسود، تشارك فيها سفن أمريكية وألمانية وإسبانية وبولندية، وهو الأمر الذي أثار اعتراض روسيا وتنديدها. على صعيد آخر تبدأ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل غدا زيارة لدول البلطيق، في محاولة منها لإزالة التوتر الذي طرأ على علاقة الاتحاد الأوروبي مع هذه الدول، التي انتقدت "برودة" ردة الفعل الأوروبية على "الاجتياح الروسي" لجورجيا، وكانت ميركل التي زارت تبليسي أثناء الأزمة قد تعهدت بضمان ضم جورجيا للاتحاد الأوروبي، إلا أنها دعت -في زيارة لها لموسكو- إلى الإبقاء على باب الحوار مفتوحا مع الأخيرة، وفي سياق الاستقطاب الدولي الذي تصاعد بالمنطقة بعد اندلاع الأزمة أكدت أوكرانيا رغبتها الشديدة بالانضمام للاتحاد الأوروبي، وذلك خشية من تعرضها "لما تعرضت له جورجيا".