وأكد مراد بن مهيدي في اجتماع عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستعراض نتائج تنفيذ استراتيجية الأممالمتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب التي أقرت في سبتمبر 2006 بالتزام الجزائر تطبيق الاستراتيجية على المستوى الوطني، حيث كانت من السباقين إلى المصادقة عليها، وكانت من ضمن المشاركين في عميلة التفكير التي أطلقتها بعض الدول الأعضاء لتجسيد هذه الاستراتيجية. وبحسبه، فإن الجزائر التزمت بتقديم تجربتها في مجال مكافحة والتحريض على الإرهاب خاصة عبر الانترنت، كما أنها أخذت بعين الاعتبار دراسة تجارب التائبين من قبل فوج مختص تم تكليفه بهذه المهمة. كما احتضنت الجزائر مؤتمرات دولية حول الإرهاب، من ضمنها المؤتمر الدولي لعائلات ضحايا الإرهاب، الذي تم عقده هذه السنة وبالضبط في شهر أفريل الماضي، وكان فرصة لعدد من المسؤولين والخبراء والجهات الفاعلة في المجتمع المدني لتبادل الخبرات للمساعدة والرعاية النفسية والاجتماعية لضحايا الإرهاب. وانتقد مراد بن مهيدي بعض ما جاء في الاستراتيجية الأممية لمكافحة الإرهاب، كونها اعتمدت الانتقائية في تطبيق هذه الاستراتيجية دوليا، حيث تم إعطاء الأولوية لتدابير منع الإرهاب ومكافحته، وبناء قدرات الدول على منع الإرهاب ومكافحته وتعزيز دور منظمة الأممالمتحدة، على حساب الإجراءات الرامية إلى معالجة الظروف المؤدية إلى انتشار ظاهرة الإرهاب، وكذا ضمان احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، بوصفهما الركيزة الأساسية لمكافحة الإرهاب. ومن جهته، عبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كيمون، عن تأثره الشديد لما حدث في الجزائر، عندما رأى الدمار الذي لحق بمكتب الأممالمتحدة عند وقوع الانفجار، الذي أودى بحياة 17 موظفا في 11 ديسمبر الماضي. وأكد في تدخله على أهمية التعاون الكامل في سبيل القضاء على هذه الآفة الخطيرة، داعيا الدول الأعضاء إلى اتخاذ المبادرة في إطار القدرات التي تتمتع بها كل دولة، مصرا على التعاون المتعدد الأطراف. وقال الأمين العام إنه تأثر بشدة لما حدث في الجزائر عندما رأى الدمار الذي لحق بمكتب الأممالمتحدة عند وقوع الانفجار الذي أودى بحياة 17 موظفا في 11 ديسمبر الماضي، وأضاف الأمين العام "إن تلك الحادثة مع الانفجار الذي استهدف مبنى الأممالمتحدة في بغداد عام 2003 يعززان من عزمنا لمكافحة آفة الإرهاب". وأشاد بان كي مون بالخطوات الإيجابية التي اتخذت منذ اعتماد الاستراتيجية، إلا أنه أكد أن هناك المزيد مما يجب عمله وهو تكثيف الجهود لتطبيق الإستراتيجية في كافة أنحاء العالم وهو أمر أساسي.