أكدت الجزائر في كلمة ألقتها في جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة خصصت لاستعراض نتائج تنفيذ إستراتجية العالمية لمكافحة الإرهاب، التزام الجزائر الكامل على العمل من أجل تطبيق القرارات الأممية لمحاربة الإرهاب، وتقديم تجربتها في إطار تنسيق جهود الدول الأعضاء لتعزيز قدرتها على مكافحة الظاهرة، وضمن هذا الإطار قال ممثل الجزائر أن تجربة بعض التائبين الجزائريين محل دراسة مشتركة مع الفوج الأممي المكلف بمحاربة التطرف والتحريض على الإرهاب عبر الانترنت. عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول جلسة عامة لاستعراض نتائج تنفيذ إستراتجية الأممالمتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب التي أقرت في سبتمبر 2006 وللنظر في مشروع قرار معني بإستراتجية الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب، وفي كلمته أمام المجتمعين استعرض ممثل الجزائر في الجمعية الأممية مراد بن مهيدي دور الجزائر لتعزيز جهود تطبيق الإستراتيجية الأممية لمحاربة الإرهاب وخطة العمل المرفقة بها في إطار الالتزام بتنسيق الجهود بين الدول الأعضاء. وقال بن مهيدي أن الجزائر التي حرصت على تطبيق بنود وقرارات الأممالمتحدة ضمن إستراتيجيتها الوطنية لمحاربة آفة الإرهاب، أولت حرصا بالغا على الانخراط ضمن مسار أطلقته بعض الدول الأعضاء يهدف إلى تفعيل آليات وتدابير تطبيقية محددة مضادة للإرهاب توفر مزيدا من المساعدة للدول الأعضاء في جهودها. وفي وقت اكتسبت فيه الجزائر منذ التسعينيات تجربة هامة في مجال مكافحة الإرهاب بفضل الحرب التي شنتها على مدى العشرية السوداء وما تزال ضد الجماعات المسلحة مكنتها من الخروج من نفق سنوات الجمر المظلم، جدد ممثل الجزائر في الجمعية العامة للأمم المتحدة تأكيد الجزائر على تقديم تجربتها في مجالات محاربة التحريض على الإرهاب عبر الانترنت وذلك في إطار العمل المشترك والتنسيق مع أفواج العمل الأممية المختصة في مجال، وضمن هذا السياق كشف المتحدث أن تجربة بعض التائبين الجزائريين محل دراسة مشتركة حاليا من طرف هذا الفوج الأممي المختص. وذكر المتحدث باحتضان الجزائر في مارس الفارط ملتقى دولي حول الإرهاب، عرف مشاركة 250 خبير دولي (عرب، أفارقة وأوروبيون) وممثلين عن الأممالمتحدة تم خلاله استعراض التجربة الجزائرية في عدة مجالات من بينها الإرهاب والتكفل النفسي بضحايا الإرهاب والمصالحة الوطنية والقانون الدولي، حيث انبثق عن اللقاء الدولي الذي تم تحت إشراف المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب جملة من التوصيات التي تصب في إطار الجهود الوطنية والدولية لمكافحة الإرهاب والتكفل بضحاياه. ومن جهته شدد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، على أهمية التعاون الكامل في سبيل القضاء على هذه الآفة الخطيرة بالتحلي بالمنطق الاستراتجي والاستباقي والواقعي، داعيا الدول الأعضاء على اتخاذ المبادرة مع الأخذ في الاعتبار تفاوت قدرات الدول مؤكدا ضرورة التعاون المتعدد الأطراف، وقال الأمين العام إنه تأثر بشدة لما حدث في الجزائر عندما رأي الدمار الذي لحق بمكتب الأممالمتحدة إثر الهجوم الانتحاري الذي استهدف مقر الأممالمتحدة وأودى بحياة 17 موظفا في ديسمبر الماضي. وأضاف الأمين العام إن تلك الحادثة مع الانفجار الذي استهدف مبنى الأممالمتحدة في بغداد عام 2003 يعززان من عزمنا لمكافحة آفة الإرهاب، وأشاد بان كي مون بالخطوات الإيجابية التي اتخذت منذ اعتماد الإستراتيجية، إلا أنه أكد أن هناك المزيد مما يجب عمله وهو تكثيف الجهود لتطبيق الإستراتيجية في كافة أنحاء العالم وهو أمر أساسي. من ناحيته أكد رئيس الجمعية العامة، سيرجن كريم، أن الأممالمتحدة والمجتمع الدولي مطالبان بتعزيز جهودهما لإحراز نتائج ملموسة في المعركة ضد الإرهاب، وقال كريم "إن هناك حاجة للتفكير بصورة جديدة حول مصيرنا المشترك بطريقة تعكس تعقيدات العلاقات البشرية والاقتصادية الحالية مع الأخذ في الاعتبار رفاه الفرد والمجتمع". وترتكز الإستراتيجية على أربعة محاور رئيسية هي معالجة الظروف التي تساهم في نشر الإرهاب ومنع ومحاربة الإرهاب وبناء قدرات الدولة وتعزيز دور الأممالمتحدة وضمان احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون في سياق مكافحة الإرهاب.