قصد ضمان عملية تموين ناجعة على مستوى المناطق النائية والمداشر إلى جانب القرى البعيدة بمختلف المواد الاستهلاكية خلال شهر رمضان، فكرت مديرية التجارة لولاية تيزي وزو بإنشاء خلية متابعة أسندت إليها مهمة المراقبة المستمرة و اليومية للعديد من المواد الأساسية والأكثر استهلاكا خاصة الحليب والدقيق إلى جانب الخبز والسميد وكذا غاز البوتان، وهي المواد التي تسعى الدولة إلى تدعيمها قصد إيصالها في الوقت المناسب للعائلات المحتاجة. وحسب ما علمته "الفجر" من مديرية التجارة لتيزي وزو فإن أزمة الحليب لا تطرح على مستوى الولاية هذا الموسم باعتبارها تتوفر على كمية معتبرة من هذه المادة الاساسية والحيوية التي يبلغ حجم إنتاجها 402 ألف لتر من الحليب المبستر يوميا، والذي يأتي من الملبنات الأربع التي تشتغل على مستوى تراب الولاية، و هو ما يفوق بكثير سعة الطلب المحلي المقدر ب 108 ألف لتر من إجمالي الكمية المعروضة عبر عدد من البلديات القريبة عن مقر الولاية تيزي وزو. وحسب ذات المتحدث فإن تيزي وزو لا تعرف أزمة طيلة شهر رمضان وحتى بعده من نقص الدقيق والسميد بالنظر إلى عدد المطاحن المشتغلة والمقدر ب 9 مطاحن تنتج 4500 قنطار في اليوم من الدقيق والسميد المستعملين أصلا في إعداد الخبز التقليدي والعصري إلى جانب مختلف الحلويات التقليدية، لكن المشكل الذي يصادف هذه الخلية هو الارتفاع المذهل لأسعار البيض واللحوم البيضاء حيث وصل سعر الصفيحة الواحدة من البيض إلى 280 دج في معظم المحلات التجارية، وهذا راجع إلى الأزمة التي يتخبط فيها مربو الدواجن مؤخرا من نقص الأعلاف والتموين من طرف الجهات الوصية.. وهو المشكل الذي ضرب بقوة أيضا في سعر اللحم الأحمر لا سيما لحم البقر. يحدث هذا في الوقت الذي تشهد شوارع مدينة تيزي وزو فوضى عارمة في مجال بيع المنتوجات الاستهلاكية التي غطت شوارع الولاية في ظل التكتم التام لمصالح التجارة التي لم تتمكن من احتواء الوضع، ونحن نجد العديد من المنتوجات السريعة التلف تباع على قارعة الطريق من الديول و الخبز التقليدي وغيره. و عن الزلابية التي قالت بشأنها وزارة التجارة إن صانعها سيتقيد بالسجل التجاري فقد تبين أن ذلك ضرب من الخيال و إلا فكيف نفسر تحويل بعض المقاهي والمحلات الأخرى بتيزي وزو إلى محلات لبيع الزلابية التي وصل سعرها هذا الموسم إلى 150 دج !