"روح تفلت من هذا العالم كي تجد ملجئها الوحيد في الفطرة الأولى..!".. هكذا وصف النقاد الكاتب الفرنسي جان ماري غوستاف لوكليزيو، الفائز بجائزة نوبل العالمية فرع الآداب لعام 2008 بعد منافسة قوية مع عدد من الأسماء الأدبية الكبيرة التي كانت مرشحة لنيل الجائزة. وقالت الأكاديمية الملكية السويدية التي تمنح جائزة نوبل، في بيان لها أول أمس إنها قررت منح الجائزة للروائي الفرنسي على مجموعة كتاباته "الإبداعية" في أدب "المغامرات" و"الأطفال"، حيث يعد أول فرنسي يفوز بالجائزة العالمية منذ عام 1985. وتبلغ قيمة الجائزة عشرة ملايين "كرونا" سويدي، أي ما يعادل حوالي مليون و420 ألف دولار أمريكي، وسوف يتم تسليم الجوائز في حفل في العاشر من ديسمبر الجاري، الذي يصادف ذكرى رحيل مؤسس الجائزة العالم ألفريد نوبل عام 1896. و من السيرة الذاتية لحائز نوبل للآداب 2008 نقرأ أن جان ماري غوستاف لوكليزيو من مواليد نيس عام 1940 من أب بريطاني ذي أصل بريتوني وموريسي ومن أم فرنسية. نشر لوكلوزيو عام 1963 روايته الأولى "المحضر الرسمي" التي حصلت على جائزة "رنودو"، وحصل عام 1964على دبلوم الدراسات العليا، بعد أن أنجز بحثا حول "العزلة في أعمال هنري ميشو" ، ثم أصدر عام 1965 كتابه الثاني "الحمى" الذي كان عبارة عن تسع قصص عن الجنون. حينما سافر للمكسيك وجد نفسه يبحث عن تراث الهنود الحمر، حيث شارك لوكليزيو، ما بين 1970-1974، الشعوب الهندية في مقاطعة دارين البنمية حياتها، و قام بالكتابة عن هذه التجربة . وهكذا يكرس لوكليزيو العديد من الكتب حول المكسيك والهنود الحمر منها ترجمات عن النصوص القديمة "نبوءات شيلام بالام" ، "علاقة ميشوكان" "الحلم المكسيكي" (1985) ،"أغاني العيد" (1997) ، "دييغو وفريدا " (1994). ما بين عام 1978 و1979، أصدر لوكليزيو "المجهول على الأرض"، و"موندو وقصص أخرى" الذي حقق نجاحا كبيرا في المكتبات، وفي ذات الفترة يصبح عضواً في لجنة قراءة منشورات غاليمار. وفي عام 1980يمنح جائزة بول موران من قبل الأكاديمية الفرنسية، وينشر " ثلاث مدن مقدسة" و" الصحراء" التي ستحوز جائزة غونكور. يعود عام 1981 إلى جذوره الموريسية عبر رحلة إلى جزر موريس ورودريغس ، وكتب حينها أعماله "الباحث عن الذهب"(1985) "رحلة إلى رودريغس"(1986)، "العزلة"(1995).