حسين رويوران يرى الكاتب والمحلل السياسي الإيراني حسين رويوران في مقابلة مع "الشروق اليومي" في طهران أنه يصعب التكهن بمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في الرابع عشر من جوان القادم، لأن القرار يعود إلى الناخب. وقال أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنائي لا يتدخل في العملية الانتخابية لصالح الأشخاص، بل أنه يلتزم الحياد التام. * * كيف تعلق على ترشح محمد خاتمي للرئاسيات القادمة؟ * أي تيار سياسي يجب عليه أن يشارك في الانتخابات حتى يحافظ على حياته. وترشح السيد محمد خاتمي يعتبر خطوة إلى الأمام وضرورة سياسية للتيار الإصلاحي، ولكن هذا الترشح لا يعني أنه سيكون قطعيا، لأن هناك مرشحين آخرين من رموز هذا التيار مثل رجل الدين المعروف مهدي كروبي. وهناك مسألة مهمة جدا وهي أن السيد خاتمي يستحوذ على آراء التيار الإصلاحي، بينما كروبي يستحوذ على آراء الإصلاحيين وجزء من آراء المحافظين. * وبالنسبة لحظوظ خاتمي، فالمجتمع الإيراني قد تغير ولم يعد هو نفسه الذي كان قبل 12 سنة. خاتمي كان قد دخل بمشروع حوار الحضارات، وهو مشروع عام لا يرتقي بمستوى المشاكل اليومية للناس. وأنا لا أتصور أن الرهان سيكون في كيفية معالجته للواقع الاقتصادي والسياسي ولكيفية إدارة الحوار مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. * * ما هي حظوظ الإصلاحيين للفوز في هذه الانتخابات؟ * هناك مجموعة من المتغيرات تؤثر على حظوظ التيار الإصلاحي، أولها: هل سيدخل الانتخابات بمرشح واحد أو بأكثر من مرشح، فإذا دخلها بأكثر من مرشح سيؤدي ذلك إلى تقسيم الكتلة الإصلاحية. ويتعلق المتغير الثاني بمنافسه التيار المحافظ أو الأصولي، وما إذا كان سيدخل هو أيضا الانتخابات بمرشح واحد أو بأكثر من مرشح، علما أن هذا التيار لم يحسم بعد في خياره. * أما المتغير الثالث فهو ذو طابع اقتصادي، بمعنى أن نجاح حكومة أحمدي نجاد في القضاء على التضخم الذي يتضاعف والبطالة المرتفعة سيؤثر سلبا على حظوظ الإصلاحيين والعكس صحيح. * وبالإضافة إلى ذلك يتوقف حظوظ الإصلاحيين على كيفية تعاطي المحافظين وحكومة نجاد مع المتغيرات الدولية والإقليمية، وخاصة الحوار مع الولاياتالمتحدة في ظل إدارتها الجديدة. * والعامل الآخر الهام مرتبط بالكتلة البشرية للتيارين، وكما هو معروف فمن بين 25 مليون ناخب إيراني تذهب خمسة ملايين لصالح التيار المحافظ وخمسة ملايين لصالح التيار الإصلاحي، بينما تتحكم كتلة ال 15 مليونا المتبقية في العملية الانتخابية، ولذلك لا يمكن الحسم لمن ستكون الغلبة، هل للتيار الإصلاحي، أم المحافظ. مع العلم أن زيادة عدد الناخبين يصب مباشرة في صالح التيار الإصلاحي. * * وماذا عن حظوظ المحافظين؟ * على المستوى الداخلي وفي الفترة الأولى من حكمه، كان الرئيس محمود أحمدي نجاد مرتاحا بسبب الظروف المواتية، حيث نجح في استقطاب الناس وخاصة الفقراء والمحرومين بعد ما أعطى وزنا سياسيا للمحافظات وأخرجها من التهميش السياسي الذي عانت منه، ولكنه اليوم يواجه تحديا اقتصاديا كبيرا، بل أنه أمام مأزق بفعل التحديات الاقتصادية التي فرضت نفسها وخاصة بعد بروز الأزمة المالية العالمية. ولذلك يتوقف حظوظ التيار المحافظ خلال الانتخابات الرئاسية القادمة على مدى نجاح حكومة أحمدي نجاد في إدارة الملف الاقتصادي من خلال تقديم خطط تنموية واقتصادية تقنع الناخب. ومن عيوب هذه الحكومة أنها تعتمد أحيانا على تصورات مثالية وليست واقعية في معالجة القضايا الاقتصادية. وفي ظني هناك نوع من الحذر في تعامل الحكومة الحالية مع الوضع. * أما بخصوص السياسة الخارجية الإيرانية، أتصور أن أي سياسي متمرس يدرك عدم إمكانية التعويل على اختلاف الخطاب بين التيارين، فهناك لغة واحدة، والفوارق ضئيلة بينهما بهذا الخصوص، حيث يميل التيار الإصلاحي إلى الهدوء، بينما المحافظ يميل إلى نوع من الحزم والشدة. وعموما إيران ليست إحدى جمهوريات الموز، بل هي نتاج ثورة شعبية مختلفة عن كل الثورات العالمية، لأنها كانت أول ثورة تستحوذ على دعم كل الشعب. * * وما مقدار تأثير المرشد الأعلى على العملية الانتخابية؟ * الوضع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية مختلف عن العالم العربي، لأن الناخب الأساسي هو الشعب. وتعقيد العملية الانتخابية يعود للمزاج الشعبي الذي يتغير باختلاف المتغيرات. وكما تلاحظون تفصلنا أربعة أشهر فقط عن الانتخابات الرئاسية، ومع ذلك لا يمكن حسم الأمور من الناحية التحليلية. وبالنسبة للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنائي فهو يدعم السلوك الحكومي، ولكن في العملية الانتخابية هو يلتزم الحياد التام للأشخاص، ولذلك لن يتدخل هذه المرة لصالح أي كان. وان كان قد أعطى بعض التلميحات لصالح محمود أحمدي نجاد كما تقولين فاعتقد أنها جزئية وليست كبيرة. *