جدد عالم الدين الإيراني البارز حسين علي منتظري انتقاداته للسلطات في إيران محذرا من أن تعاملها مع الاحتجاجات التي أعقبت انتخابات الرئاسة في 12 جوان الماضي يمكن أن تقود إلى سقوط النظام. وقال منتظري الناقد للنظام الإيراني في موقعه على الإنترنت الأربعاء الماضي إنه يأمل أن تفيق السلطات قبل فوات الأوان وتتضرر سمعة الجمهورية الإسلامية ويتسبب ما حدث في انهيار النظام. ودعا منتظري إلى وقف ما سماه »المحاكمات الاستعراضية« والتي قال إنها »مهزلة للعدالة الإسلامية« وحث السلطات على عدم الاستمرار في هذا الخطأ. ومنتظري، الذي كان مرشحا لخلافة مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية آية الله الخميني تراجعت أسهمه في أواخر عقد الثمانينات من القرن الماضي بعد أن تحدث بصراحة ضد النظام الإيراني في معاملة منتقديه. وفي هذا الوقت،طالب الرئيس الإيراني بمحاكمة قادة التيار الإصلاحي لمسؤوليتهم عن الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وذلك بعد يومين فقط من تبرئة مرشد الجمهورية زعماء المعارضة من تهمة التعامل مع جهات خارجية. وجاءت مطالبات الرئيس محمود أحمدي نجاد في خطبة الجمعة التي ألقاها في طهران أمام حشد كبير من المصلين، حيث دعا الهيئة القضائية في البلاد إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد قادة المعارضة، في إشارة إلى المرشحين الخاسرين رئيس الوزراء الأسبق مير حسين موسوي، والرئيس السابق للبرلمان مهدي كروبي، والرئيس السابق محمد خاتمي، والرئيس الحالي لمجلسي تشخيص مصلحة النظام والخبراء هاشمي رفسنجاني. وفي الوقت نفسه قال نائب بالبرلمان الإيراني أول أمس الخميس إنه ثبت لدى لجنة برلمانية هتك عرض بعض الإصلاحيين الذين احتجزوا بعد الانتخابات الرئاسية بالبلاد. ونقل موقع »بارلمان نيوز« عن النائب الذي لم يكشف هويته وكان ضمن أعضاء لجنة التحقيق »ثبت لنا هتك عرض بعض المحتجزين باستخدام عصي وزجاجات الصودا«. وكان مرشح الرئاسة المهزوم مهدي كروبي قد تحدث عن هتك عرض بعض من احتجزوا عقب الانتخابات. وقال كروبي عالم الدين الإصلاحي إن أربعة أشخاص مستعدون بالفعل للشهادة أمام البرلمان بأنهم تعرضوا لانتهاك جنسي في الحبس. وردت السلطات الإيرانية بأن الاتهامات لا أساس لها من الصحة، لكن رئيس البرلمان علي لاريجاني قال الأسبوع الماضي إنه مستعد للنظر في أي وثائق أو أدلة أخرى يقدمها كروبي لدعم مزاعمه. وتعرض كروبي لضغوط من المحافظين لإعلانه هذه المزاعم وقال بعضهم إنه يجب سجن كروبي أو ضربه بالسياط إذا لم يثبت صحة مزاعمه. وأعرب مرشح مهزوم آخر هو مير حسين موسوي عن تأييده لكروبي واتهم »عناصر في المؤسسة« باغتصاب معتقلين والإساءة إليهم. ومن جهته اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الغرب بدعم احتجاجات ضد التزوير المزعوم في الانتخابات لأنه يريد أن يثأر منه ومن سياساته خلال السنوات الأربع الماضية. وقال نجاد »لقد شعروا بالإهانة طوال الأربع سنوات الماضية لذا أرادوا الانتقام من خلال تشجيع الاضطرابات المتواصلة« بعد الانتخابات. واتهمت إيران الغرب بالتدخل في شؤونها الداخلية من خلال دعم المتظاهرين الذين اتهموا نجاد الذي أعيد انتخابه والحكومة بتزوير الانتخابات ونددوا بحملة الاعتقالات التي طالت من يوجهون النقد لأحمدي نجاد. وكانت إيران شعرت بالغضب إزاء رفض قادة الاتحاد الأوروبي تهنئة أحمدي نجاد بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا برغم أن الرئيس نفسه لم يبال. وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي قال الأربعاء الماضي إنه لا يعتقد أن المشاركين في الاحتجاجات تحركوا بتحريض خارجي، في وقت جدد فيه الرئيس السابق محمد خاتمي انتقاده المحاكمات الجماعية، قائلا إنه »لا أساس لها من الصحة« وهي »مدمرة« لصورة البلاد.