أيام فقط، وتفصل الصناديق في الرئاسيات الأمريكية .. الرئاسيات الأولى التي أبرزت ثمرة نضال مارتن لوثركينغ، الزعيم الأمريكي ذو الأصول الإفريقية، الذي راح ضحية التمييز العنصري .. التمييز الذي ناضل ضده لسنوات وانتهى بدفع حياته على مذبحه. لأول مرة يكون الأمريكيون مجبرون على الاختيار بين أبيض وأسود .. وهو الخيار الذي كان مستحيلا منذ عشريات قليلة.. وسواء فاز أوباما أم لم يفز، فإن النتيجة هي ثمرة سنوات من كفاح الأفارقة، وكفاح لوثركينغ، الذي قال مرة: "لقد حلمت (...)". وها قد تحقق الحلم .. قد يكون الحلم حلم الإنسانية جمعاء، التي مازالت لم تتحرر بعد من العنصرية والعرقية. وقد أعلن كولن باول الجمهوري أمس تأييده لأوباما .. والخوف كل الخوف أن يكون تأييده نابعا من لون البشرة .. فإن كان لون البشرة هو الذي سيصوت لأوباما، فإن حظوظه في الفوز ستكون ضئيلة، لأن نسبة الأمريكيين من أصول إفريقية لا تتعدى 12.7 % مقابل 70 % من الأمريكيين البيض. لكن مهما كانت النتيجة، وسواء فاز أوباما أم لم يفز، فإن أمريكا، أحببنا أم كرهنا، قد قطعت شوطا معتبرا في الديمقراطية بمجرد القبول بترشيح "أسود" للرئاسيات. فليست البلدان الإسلامية التي تدعي بأن الإسلام حرر الإنسان من ربقة العبودية ولا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى، هي التي ستختار أسود لحكمها، بل من هو البلد الذي اختار أسود وزيرا أو سفيرا؟؟... صحيح أن أوباما سيكون أمريكيا في خياراته وفي سياسة بلاده الخارجية .. وسيكون لولبا في آلة السياسة الأمريكية .. لكن الدرس وصل!