أودت اشتباكات بين عاناصر من قبائل "التبو" ورجال الأمن الليبي في عدة أحياء من مدينة "الكفرة" إلى سقوط أربعة أشخاص وإصابة 29 آخرين بجروح، بينهم سبعة في حالة خطيرة. وحسب ما ورد في جريدة الشرق الأوسط رفضت السلطات الليبية التعقيب على الأحداث التي دخلت أمس يومها الثالث بالتأكيد أوالنفي، في حين تم تحديد هوية ثلاثة قتلى من ضحايا الأحداث. وتحدثت مواقع ليبية إلتكرونية محسوبة على المعارضة عن تراجع القوات الأمنية إلى مطار"الكفرة" العسكري نتيجة المواجهات العنيفة، مشيرة إلى أن الشبان المتظاهرين يسيطرون على جزيرة "الحارة والكفرة الجديدة و التوبات"، في حين شوهدت سيارات شرطة قد اشتلعت بها النيران. وقال شاهد عيان إن رجال الأمن استعملوا أسطح مبنى الجوازات والهجرة المجاور بالمدينة لإطلاق النار على المتظاهرين، فيما أفاد شاهد آخر بأن بعض المتظاهرين شوهدت بحوزتهم أسلحة نارية شرعوا في استعمالها ردا على السيل النيران المصوب نحوهم من قبل قوات الأمن. وقطعت السلطات المركزية في العاصمة طرابلس كافة الإتصالات التلفونية من وإلى مدينة الكفرة، في حين نقلت مصادر في المدينة مسرح الأحداث أنها باتت تعاني نقصا في المواد الغذائية نتيجة فرض حظر التجول وغلق جميع المحلات وموافق الخدمات بالمدينة. وقالت جبهة "التبو" لإنقاذ ليبيا في بيان حمل توقيع رئيسها "عيسى عبد المجيد منصور" إن ماوصفته بالإنتفاضة الثالثة بالمدينة "شهدت معركة عنيفة استمرت حتى منتصف أول أمس" ، مشيرة إلى وصول فرقة عسكرية أخرى من طرابلس وانضمت إلى القوات التي تشتبك مع المواطنين واتخذت مواقع قتالية لها في وسط المدينة وأطرافها، وناشدت الجبهة المجتمع الدولي القيام بأي عمل إنساني واتخاذ ما يمكن اتخاذه "لإنقاذ الشعب ووقف هذه المجزرة، في أسرع وقت ممكن لأن الموقف لا يحتمل الإنتظار أو التريث". وتحدثت الجبهة عن اعتقال مئات من بينهم نساء وأطفال وشيوخ وبعضهم كانوا قادمين من المدن أخرى في رحلات اعتيادية، معتبرة أن هذا يمثل دليلا على أن ليبيا في طريقها إلى بؤرة توتر أخرى في المنطقة ما لم يقم المجتمع الدولي باتخاذ إجراء مناسب للحيلولة دون وقوع انفجار في ليبيا. من جهتها، أعلنت اللجنة التنفيذية بالمؤتمر الوطني للمعارضة الليبية أنها تتابع بقلق واهتمام ما يجري في مدينة الكفرة. وأوضحت في بيان لها أنه وفي آخر تطور للموقف في مدينة الكفرة والمناطق المجاورة لها، تم إرسال تعزيزات عسكرية إضافية مزودة بمختلف الأسلحة، في محاولة للسيطرة على الموقف المتأزم، حيث أدى التصعيد إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وإلى انتشار حالة من الفوضى وانعدام الأمن. من جانبه ، قال المؤتمر الوطني لمعارضة الليبية إنه في الوقت الذي يدين ما وصفه بممارسات الحكم، فإنه يؤكد على ليبية ووطنية قبائل التبو، باعتبارها مكونا من مكونات النسيج الوطني الليبي السياسي والثقافي والإجتماعي. وتقع مدينة الكفرة في جنوب شرقي ليبيا، وهي عبارة عن واحة صغيرة نسبيا يبلغ عدد سكانها 60 ألف نسمة وفقا لآخر إحصاء رسمي، في حين تبلغ نسبة قبائل "التبو" نحو 20% من تعداد السكان بليبيا، ويتمركز معظم أبناء هذه القبائل في الجنوب الليبي وتحديدا بمناطق الكفرة وتزايو، ولهم حضور ملحوظ في النيجر والتشاد. وتعاني هذه القبائل - حسبما يقول قياديون فيها - التمييز والإضطهاد الثقافي والسياسي.