أفادت مصادر مؤكدة أن أجهزة الأمن أوقفت مع نهاية الأسبوع ثلاثة ناشطين متشددين يحملون الجنسية الليبية خلال محاولة التحاقهم بمعقل تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". وذكرت مصادر "الشروق اليومي" أن الناشطين الليبيين الذين تم توقيفهم بمجرد توغلهم في منطقة وسط البلاد أوقفوا رفقة شخص آخر جزائري كان مكلفا بضمان نقلهم إلى المعقل الرئيسي للتنظيم المسلح بمرتفعات بجاية. الموقوفون الليبيون هم "س.ك" "22 عاما" المكنى "صقر الليبي"، "ع.أ" "23 عاما" و"م.ع" "25 عاما. أعضاء في تنظيم "الجماعة الإسلامية المقاتلة". وهو تنظيم ليبي كان يؤيد "الجماعة الإسلامية المسلحة" قبل أن يوقف دعمه لها سنة 1998، وقد عاود الاتصال ب"الجماعة السلفية" قبل سنوات ليوفد لهم مؤخرا عددا من عناصره. وجاء توقيف المتشددين الليبيين بعد معلومات وفرها "تائب" جديد من "القاعدة" يعرف بإسم "الحارث" والذي أبلغ عن نشاط عدد من المقاتلين الأجانب في صفوف التنظيم المسلح الجزائري. وبحسب معلومات مؤكدة فإن "الحارث" الذي استفاد من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية بتاريخ الفاتح ماي الماضي تمكن من ربط اتصال بين أجهزة الأمن بعنصر قيادي في تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" قصد تمكينه من الاستفادة من إبطال المتابعات القضائية في حقه مقابل تعاونه مع أجهزة الأمن لتفكيك النواة الأساسية للتنظيم المسلح. وهي المرة الأولى التي تنجح فيها أجهزة الأمن من التغلغل داخل التنظيم المسلح منذ تصاعد الاعتداءات الإرهابية سنة 1992. وكانت التعديلات التي أقرها البرلمان على قانون العقوبات أقرت لأجهزة الأمن حق "الاختراق" لأي تنظيم أو مجموعة مسلحة بهدف المساهمة في قمع الإجرام أو وقف كل ما من شأنه المساس بالأمن العام أو أمن الأشخاص والممتلكات. ولحد الساعة لم تتسرب معلومات حول صفة "المتعاون" مع أجهزة الأمن ولا رتبته داخل التنظيم المسلح، لكن تم التأكيد على أن الشخص يتعاون بشكل "إيجابي" مع السلطات الأمنية. وأكد "الحارث" لأجهزة الأمن حسب مصدر مؤكد حالة التصدع التي يعرفها التنظيم المسلح منذ تفجيرات "الأربعاء الأسود" والتي أودت بحياة 33 شخصا وإصابة 226 آخر بجروح متفاوتة الخطورة. وقال "الحارث" بحسب مصدر مقرب من التحقيقات أن المرجعيات الأساسية للتنظيم المسلح "ترفض قتل المدنيين وإطلاق صفات الردة والصليبية على من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وأضاف أن أغلب الضباط الشرعيين أجمعوا على رفض ما يعتبرونه انحرافا عن المبادئ المحددة في ميثاق éالجماعة السلفية للدعوة والقتال". أنيس رحماني:[email protected]