كشف البروفيسور خياطي خلال اليوم الدراسي الذي نظمته الهيئة بالتنسيق مع المرصد الوطني لحقوق الطفل، بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحقوق الطفل، أن هذه الأرقام التي رصدتها الهيئة غير دقيقة ولا تعبر عن حقيقة واقع الأطفال المشردين في الجزائر". فبالإضافة إلى انحرافهم أصبحوا مجرمين حيث سجلت سنة 18.2007 جريمة قتل اقترفها مراهقون يقل سنهم عن 18 سنة بعد أن وجدوا ظروفا مناسبة للانحراف في الشارع". وأكد المتحدث أنه رغم المكتسبات التي عرفها مجال حقوق الطفل في الجزائر إلا أن النقائص طغت عليها " خاصة أن الجزائر لم تشرع قانونا وطنيا شاملا يحمي الطفل ما عدا بعض النصوص التشريعية إذ ما تزال الجزائر تعمل وفق القانون العالمي لحقوق الطفل الذي أعلنته منظمة الأممالمتحدة في 1959 و هذه حسب ذات المتحدث غير كاف،خاصة وأنه يصعب على الأشخاص غير القانونيين التعرف على هذه القوانين كونها مبعثرة. وأضاف البروفيسور خياطي أن واقع الطفل في الجزائر يدعو للقلق بالنظر إلى الاحصائيات التي تخص الانتهاكات التي تمارس ضده، حيث تسجل الجزائر 20 ألف طفل جزائري يتعرض للعنف سنويا سواء داخل الأسرة و في الخارج حسب آخر التحقيقات التي قامت بها الهيئة ، الى جانب تسجيل بين ثلاثة آلاف و خمسة آلاف ولادة لأطفال غير شرعيين " رغم أن هذه الاحصائيات غير دقيقة نتيجة صعوبة الوصول الى الرقم الحقيقي و هذا ما يصعب مهمة ارساء سياسة ردعية لمكافحة الظاهرة.كما توقف المتحدث عند ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال حيث قال أنه في الوقت الذي يحتفل فيهأطفال باحياء اليوم العالمي لحققهم يتعرض أطفال آخرين الى الاعتداءات الجنسية " حيث سجلت أجهزة الأمن خلال السنة الفارطة 87 حالة اختطاف أربع حالات منها كانت متبوعة باعتداء جنسي"، و في هذا الإطار دعا البروفيسور خياطي إلى الابقاء على عقوبة الاعدام وتنفيذها على مختطفي الأطفال في حالة تبعها القتل و حرمان المتورطين في اختطاف الأطفال من الاعفاء أو السماح. و فيما يخص ظاهرة عمالة الأطفال دون السن القانونية للعمل في الجزائر فقال المتحدث أنه يعتبر من الملفات المهمة المطروحة على الساحة الحقوقية نظرا لغياب أرقام تبرز حقيقة حجم هذه الظاهرة التي تتزايد سنويا في خاصة في موسم العطل. وأرجع المتحدث سبب انتشار هذه الظاهرة غياب نصوص قانونية رادعة، وكذا تنصل الولياء من مسؤولياتهم تجاه أبنائهم وكذا دورهم التوعوي و التربوي. وأشار المتحدث إلى ظاهرة الانتحار التي انتشرت لدى الأطفال بصفة ملحوظة " إذ أحصت السنة الفارطة 1250 محاولة انتحار". كما عرض رئيس "فورام" الكتاب الذي أصدره مؤخرا باللغة الفرنسية بعنوان" الإجرام عبر الأنترنت والطفولة في الجزائر"، حيث وتطرق الكاتب في مؤلفه إلى محاسن الأنترنيت وكذا المخاطر التي تنجر عن الخوض في شبكتها مع عرض بعض الإحصائيات عن إستخدام الإنترنيت في الجزائر من خلال أربع تحقيقات في هذا المجال. وكان هذا اللقاء الذي حضره مدراء مؤسسات تربوية وممثلون عن بعض الوزراة والسفارات المعتمدة في الجزائر فرصة لعرض البرنامج التوعوي حول حقوق الطفولة الذي شرعت فيه الهيئة بتمويل من السفارة الهولندية لفائدة 6000 طفل في المرحلة الأولى ليشمل في مرحلة مقبلة 3000 طفل جديد.