طويت صفحة تعديل الدستور وفتحت صفحة الترشيحات الرئاسية، وعادت الأحزاب السياسية وشبه السياسية إلى الانتعاش الكلامي.. فبدأت عمليات الغزل للرئيس بوتفليقة باعتباره العريس الوحيد الظاهر حتى الآن والذي تتسابق إليه "خالات" السياسة! نهاية الأسبوع الماضي كانت حافلة بالتراشق السياسي بين "زعماء" شبه الأحزاب ! بعضهم أعلن عن استعداده لحمل المرشح الوحيد (الظاهر حتى الآن) على أكتافه والسير به في الشوارع هاتفا بملكيته له وحده بعقد موثق لدى جهة رسمية .. وبعضهم أعلن عن حبه له وهيامه به .. وأن حبه للمرشح الواضح لا يمكن أن يصل إليه أي محبوب آخر ! وجهة ثالثة قالت إنها تدرس مسألة حبها للرئيس المرشح إذا قرر أن يعلن عن ارتباطه بعاشقين سياسيين آخرين ! ما يظهر للعيان أن الحياة السياسية في البلاد مرتبطة كليا بالرئيس بوتفليقة، عندما يتحرك تتحرك الحياة السياسية، وعندما يسكت تركد الأمور إلى حد موت القبور ! وقد يكون ذلك له علاقة بنوعية "السيستام" السياسي الذي شيدناه والذي لا يسمح بوجود شيء آخر غير الرئيس في الساحة السياسية! لكن حتى الصحافة أيضا تنتعش إعلاميا عندما يتحرك الرئيس ويحرك معه الساحة السياسية، فتصبح الصحف لا تعاني من المشاكل الخاصة بنشر ما يمكن أن يجده القارئ قابلا للقراءة! ويتساءل المتسائلون .. متى تصبح الحياة السياسية عندنا لها علاقة بأنشطة سياسية حقيقية تنبع من مناضلين حزبيين وليس مجرد تجمع قيادات تغنى في أعراس الرئاسيات .. "بات يا قصاب بات وهذه عهدة أخرى جات" !