"إن الإمكانات المادية والبشرية التي أغدقت على الفيلم ضخمة جدا".. "كنت محظوظا بتدخّل وزارة الدفاع الوطني لإنجاح العمل، بترسانة عسكرية وحربية ضخمة، لم يسبق وأن سخرها الجيش لفيلم جزائري منذ الاستقلال"، مثل هذه الكلمات ظل راشدي يردّدها في سياق حواراته مع الصحافة الوطنية والعربية، التي كانت لسان حال الترقّب لأضخم إنتاج سينمائي جزائري منذ الاستقلال، حظي بدعم الجهات الرسمية وحتى العسكرية التي زوّدت راشدي ب10 طائرات حربية من نوع 630 مزودة ب50 طيارا محترفا وكذا 07 حوامات، إلى جانب 150 زي عسكري وعدد كبير من المظليين. كما تم إحاطة فريق العمل أثناء التصوير ليلا ونهارا بطوق حراسة عسكري تمثل في 600 جندي سهروا على أمن الطاقم.. أكثر من 34 مليار سنتيم، الميزانية المصرّح بها، من أجل استحضار بن بولعيد.. تصريحات كاتب السيناريو والمنتج، صادق بخوش، قبل عرض الفيلم في المهرجان، ب"أن هذا الفيلم تم تقديمه بناء على رغبة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة".. حملة إعلامية ضخمة منذ انطلاق تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية.. كل هذه الأسباب والعوامل والتصريحات، لم تشفع لفيلم راشدي أمام لجنة تحكيم مسابقة المهر الذهبي بالمهرجان، إلى درجة أن الفيلم لم يحظ حتى بتقدير شفوي أو شرفي، باعتبار أنه الفيلم الملحمي الوحيد في المهرجان.. وهو الفيلم الذي لم تعره الصحافة العربية كثير الاهتمام، فيما اكتفت بعض الأقلام بتسليط الحبر على أهمّ أخطاء "راشدي" التقنية، تتقدّمها "أخطاء الراكورات الواضحة والتي غابت عن مخرج بحجم أحمد رشدي" أو"استخدام المخرج لتقنية تصوير الفيديو في تصوير بعض مشاهد الفيلم، مع أنها لا تتناسب مع المرحلة التاريخية للفيلم".. خيبة أمل كبيرة إذن، لم تكن منتظرة، خاصة بعد تصريحات راشدي، هنا في الجزائر عشية العرض الشرفي ل "أسد الجزائر"، بتشريف من رئيس الجمهورية.. حينذاك، قال راشدي في حديث خصّ به الفجر، إنه رفض طلب المنظمين الذين أصروا على عرض فيلمه في الافتتاح، لأنه - حسب راشدي- غالبا ما لا تتوّج أفلام الافتتاح.. وأن عرض الفيلم في خضمّ المسابقة سيوسّع حظوظه لحصد جوائز المهرجان".. لا الفيلم عُرض في الافتتاح، ولا الحظوظ توسّعت، ولا هم يُتوّجون.. وفي انتظار أن يدخل "مصطفى بن بولعيد" إلى قاعات السينما الجزائرية، كي يكتشف الجمهور الجزائري ما إذا كان سقوط الفيلم في مهرجان دبي، ناجم عن "حيلة التحكيم"، أو ناجم عن "ضعف اللاعبين"..؟؟