نشط المخرج أحمد راشدي أمس بالأوراسي ندوة صحفية تعرض فيها إلى آخر التفاصيل المتعلقة بفيلمه السينمائي الضخم مصطفى بن بولعيد مؤكدا أنه سيعرف النور شهر مارس المقبل بعد الدعم المادي الذي تكفل به رئيس الجمهورية اضافة الى دعم وزارة الدفاع الوطني·بداية قدم الأستاذ الصادق بخوش كاتب سيناريو الفيلم لمحة شاملة عن هذا العمل السينمائي الذي مع مادته التاريخية منذ 4 سنوات ليلتقي المخرج أحمد راشدي الذي يعتبر الأقدر على انجاز هذا العمل ومن ثم تقدم وزير المجاهدين السيد محمد شريف عباس بمساعدات قيمة هي جزء حسب السيد بخوش من جهد الوزير النضالي· يتكون الفريق التقني للعمل من الجزائريين ماعدا في اختصاصات معينة التي تم فيها الاستعانة بخبراء أجانب، كذلك بالنسبة للتجهيزات التي تم استلامها من ايطاليا وهي أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في العالم علما أن اغلب هذه التجهيزات جلبت وفق مفاوضات قادها أحمد راشدي وكلها تقريبا جلبت في إطار عملية كراء· كما أشار المتدخل إلى دعم وزارة الدفاع الوطني خاصة فيما يتعلق بالأسلحة والآليات العسكرية والجنود وغيرها· للإشارة فقد قدر التقويم الأولى لتكاليف لفيلم ب23 مليار سنتيم (خارج الرسوم)، إلا أن ما تم تحصيله لم يتجاوز 8 ملايير سنتيم، علما أن بعض الأطراف لم تف بوعودها كمؤسسة التلفزة الوطنية، أما تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية فقد وعدت بدعم مالي قدره مليار سنتيم إلا أنه لم يستلم منها سوى 400 مليون سنتيم· لقد تسبب الشحّ في التمويل إضافة إلى مرض بطل الفيلم، في وقف عملية التصوير لمدة شهرين الا أن التدخل الشخصي لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة دفع بالفيلم الى تخطي نسبة 80 بالمائة، من الانجاز، لذلك ستستأنف المرحلة الأخيرة من التصوير في الأسبوع الأول من شهر جانفي القادم والتي ستستمر 7 أسابيع عبر تونس، ليبيا، فرنسا، وباتنة وستتركز الجهود لخروج العمل الى الجمهور في الذكرى ال 52 لاستشهاد بن بولعيد المصادفة ل 22 مارس (شهر الشهداء) وأي تأخر عن هذا الموعد سوف لن يتجاوز شهر أفريل سنة 2008 · عملية التحميض ستجري بإيطاليا (فيلم ذو 35 ملم) وتمنى السيد أحمد راشدي أن تكون قاعات العرض بالجزائر ذات تجهيزات خاصة فيما يخص الصوت تتلاءم والتكنولوجيا العالية التي أنجز بها هذا الفيلم لمدة ساعتين من العرض· في سؤال طرحته "المساء" على السيد راشدي متعلق بتسويق الفيلم في العالم وخاصة في فرنسا، أشار المخرج أنه لم يتحدد بعد وكلاء لتوزيع الفيلم، ولم ينف محاولة عرضه بفرنسا لكنه أكد ان التوزيع هناك سيخضع لا محالة لمراقبة غير بريئة عبر قنوات تحول بين رسالة الفيلم والجمهور الفرنسي· ككل مرة ركز السيد راشدي على مسيرة هذا البطل وتضحياته التي لا حدود لها والتي يعجز أي عمل فني على استيعابها، مؤكدا ل"المساء" وبتواضعه المعهود أن يكون في مستوى تجسيد ولو جزء بسيط من حياة هذا العملاق الذي حارب المستعمر بكل الوسائل، علما وأن السينما الجزائرية ستتعرض لأول مرة في تاريخها إلى بطل من أبطال الثورة، مشددا أن هذا الفيلم لا يمكنه وحده تقديم تراثنا الثوري، إذ لا نزال نعاني من القحط الفني ولم نتطرق ولو باليسير إلى هذا التراث عكس ما تروجه الدعايات المغرضة بأن الجزائر فيها ما يكفيها من الأفلام الحربية·