الإستثمار في الجزائر لا يسير بالوتائر المطلوبة لعدة أسباب: أولى هذه الأسباب أن جهاز الدولة أصبح ملكية خاصة للعاملين فيه وهو بمثابة الريع الذي لا ينبغي التنازل عنه للغير• والسبب الثاني هو أن الفساد أصبح قاعدة القواعد التي تحكم الإستثمار في الجزائر حتى أن المستثمر الأجنبي لا يمكن أن يلج عالم الإستثمار في الجزائر إلا من بوابة الفساد ! لذلك نرى أن المستثمر الأجنبي الناجح في الجزائر هو ذلك المستثمر الذي يأتي من بوابة الفساد•• ويساهم في تحويل المال العام من الجزائر إلى بلده، والأمثلة كثيرة، ذكر بعضها رئيس الجمهورية ذات مرة• هل يمكن مثلا أن نتصور قدوم مستثمر جدي للإستثمار في الجزائر ويجازف بأمواله•• و هو يقرأ في الصحف الوطنية أن شركة الكهرباء والغاز الوحيدة في البلاد تقوم بسرقة مديرية الأمن ورئاسة الجمهورية عبر تضخيم الفواتير ! وأن الذي قام بهذه العملية هم الخواص الذين أسندت إليهم الشركة مهمة الفوترة ومتابعة استهلاك الزبائن للكهرباء، وأن العملية هذه تمت في إطار الخوصصة•• وتطوير الإستثمار ! الفساد ضرب في البداية البلديات والولايات عبر ما سمي بتسبب المندوبيات البلدية (الداك) فوقع ما وقع من فساد تحاول الدولة الآن تحويله إلى مكاسب! والفساد ضرب بعد ذلك المؤسسات المالية من بنوك وبريد وحدث ما حدث من تحويل للمال العام كان أسوأها فضيحة الخليفة•• والآن وصل الأمر إلى الاحتيال والنصب على الأمن والرئاسة والمؤسسات السيادية للدولة•• وحدث هذا بعد ما حصل من فساد في سياق الصفقات العمومية التي مست قطاعات هامة في الزراعة والصناعة والخدمات•• حتى أن الفساد في البلاد أصبح العدو رقم واحد للتنمية في الجزائر، فهل بعد هذا نتحدث عن الإستثمار الأجنبي في الجزائر؟! وقد أصبح المستثمرون يتحدثون عن الإستثمار المربح الوحيد في الجزائر وهو الإستثمار في الفساد؟!