لا يزال الموقف الرسمي لحزب العمال بشأن الانتخابات الرئاسية القادمة، بين مد وجزر معلقا على الإعلان الرسمي عن ترشيح الأمينة العامة، لويزة حنون• فرغم تقدم حملة جمع التوقيعات على المستوى القاعدي، إلا أن اللجنة المركزية للحزب لم تبرمج أي لقاء هذا الأسبوع للفصل في الأمر، وهو ما يعني أن إعلان قائدة الحزب سيتزامن مع إعلان الرئيس عن ترشحه المرتقب بين 29 جانفي الجاري أو 2 و4 فيفري القادم• وقال عضو القيادة المركزية للحزب، رمضان تاعزيبت، ل"الفجر"، إن دورة اللجنة المركزية للحزب تبقى مفتوحة ويمكن استدعاؤها في أي وقت لإعلان ترشيح الأمينة العامة للحزب للمرة الثانية على التوالي• وتابع "إنه لم يتم برمجة أي اجتماع للجنة خلال الأسبوع الجاري"، مرجحا إمكانية حدوث ذلك بداية الشهر القادم، وهو ما يعطي انطباعا بأن الإعلان الرسمي للأمينة العامة عن خوضها سباق الرئاسيات سيكون بعد إعلان رئيس الجمهورية عن ترشحه الذي سيعلن عنه خلال ندوة وطنية من المقرر أن يحضرها قادة التحالف الرئاسي ومنظمات المجتمع المدني بالقاعة البيضوية بالعاصمة، حيث رجحت مصادر من حزب جبهة التحرير الوطني تنظيمها قبيل انعقاد الهيئة التنفيذية للحزب المقررة يوم 5 فيفري• ورغم أننا كررنا طرح السؤال على ممثل الحزب بصيغة أخرى، والمتمثل في ارتباط تأخير إعلان ترشح لويزة حنون بقلة الحماس الناجم عن وزن الشخصيات التي أعلنت دخولها الاستحقاقات رسميا حتى الآن، والتي عززها عدم كشف الرئيس رسميا عن دخوله معترك الانتخابات الرئاسية، إلا أن محدثنا نفى وجود أية علاقة، حيث اعتبر "الموقف الذي سيتخذه الحزب بشأن الانتخابات الرئاسية هو موقف مستقل ومرتبط بالدرجة الأولى بالوضع السياسي والاجتماعي"، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل• وما زاد السؤال حدة، هو تأكيد تاعزيبت، أن الحزب لا يواجه أية مشاكل في توفير الشروط التقنية الخاصة بالترشح من خلال عملية جمع التوقيعات التي تتم بطريقة جيدة على مستوى الولايات، سواء تلك المتعلقة بالمواطنين أو منتخبي الحزب المقدر عددهم ب1137 عضو بالمجالس الشعبية البلدية والولائية• وكان حزب العمال يتحجج في السابق بتأخر إعلان ترشيح أمينته العامة بانشغاله بالأحداث الدموية التي شهدها قطاع غزة، وانضمامه لحملات التضامن الوطني مع الشعب الفلسطيني، وهو السبب الذي سقط الآن• وقد ثمنت الأمانة السياسية للحزب، خلال اجتماعها، أمس، بمقر الحزب عملية جمع التوقيعات الخاصة بالمواطنين والمنتخبين، خاصة وأنها تميزت بكثرة التأطير والتنظيم مقارنة بالانتخابات الرئاسية الماضية، التي اعتمد فيها الحزب بالدرجة الأولى في جمع توقيعات الترشح على النواب المجلس الشعبي الوطني الذين ورغم قلة عددهم، وفقوا في توفير النصاب القانوني لدخول الأمينة العام للحزب سباق الرئاسيات في المرة السابقة• والملاحظ أن الحماس الذي أبدته لويزة حنون لرئاسيات أفريل القادم، يختلف عن الحماس الذي أظهرته في الانتخابات الرئاسية لسنة 2004، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تاريخ إعلانها الترشح الذي جاء في وقت مبكر، وهو الموقف الذي يبرره حرصها على التميز أمام منافسيها المحنكين سياسيا والغائبين في هذه الاستحقاقات من جهة، وكونها حملت خلال انتخابات 2004 أول مرة لقب المرأة التي تدخل سباق الرئاسيات الجزائرية من جهة أخرى•