انتزع المنتخب الجزائري أحد أفضل الأرقام ضمن الحصيلة النهائية التي أعلنت عنها الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بعد اختتام المباريات التصفوية لدورة الغابون 2017، كون "الخضر" صنعوا الحدث بخط هجومهم القوي، وهو رقم قياسي يضع تشكيلة ميلوفان راييفاتس، الذي ورث المنتخب "القوي بهجومه" من سابقه كريستيان غوروف، في ثوب البطل. على ضوء "عملية تشريح" المباريات التصفوية لكل المجموعات، عقب تحديد قائمة المشاركين في دورة الغابون، فإن المعطيات النهائية للتصفيات قدمت مؤشرات قوية وواضحة عن كل منتخب متأهل، منها نقاط إيجابية وأخرى سلبية، غير أن المنتخب الجزائري وجد نفسه، خلال عملية التقييم بلغة الأرقام، في قائمة المنتخبات القوية، من خلال تصدره قائمة أحسن خط هجوم، بعدما "ضرب هجوم" الجزائر بقوة وسجل 25 هدفا في ست مباريات فقط، بمعدل أربعة أهداف في كل مباراة. وتمكن المنتخب الجزائري، في قراءة للمفارقات ضمن مجموعته، من تسجيل أثقل نتيجة في إحدى المباريات الست، والغريب أن المنافس كان منتخب إثيوبيا الذي كان أقوى المرشحين لمنافسة "الخضر" على المركز الريادي، وفاز المنتخب الجزائري بنتيجة 7/1 على إثيوبيا. ولم يبتعد المنتخب الجزائري أيضا عن أفضل منتخب في التصفيات، ونقصد به منتخب السينغال الفائز في كل مبارياته، محققا في النهاية العلامة الكاملة ستة على ستة، فقد فاز رفقاء إسلام سليماني في خمس مباريات وتعادلوا في مباراة واحدة، وهو نفس حصاد مالي والمغرب، بينما حقق منتخب مصر ثلاثة انتصارات وتعادلا واحدا في أربع مباريات. وبالحديث عن "المفاجآت"، فإنها تشكل نكهة الدورة المقبلة، كون التصفيات أفضت إلى عودة منتخب أوغندا للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا بعد غياب دام 39 عاما، واستحق المنتخب الأوغندي "جائزة" الاستحقاق على المثابرة، وهو الذي سبق له تنشيط نهائي "الكان" سنة 1978 وخسر التاج أمام منتخب البلد المضيف غانا بنتيجة 0/2، فيما ضمن "أصغر" منتخب، وهو غينيا بيساو، أول مشاركة له في دورة نهائية، وهو منتخب البلد الذي يضم 1.6 مليون نسمة. ونجح منتخب غينيا بيساو في إزاحة منتخبين قويين سبق لهما التتويج باللقب القاري، وهما زامبياوالكونغو، وحدث ذلك رغم أن منتخب غينيا بيساو لم يشارك في مباريات رسمية كثيرة منذ 2010، فقد لعب 27 مباراة فقط بمعدل أربع مباريات في السنة. أما منتخب تونس، فقد تأهل للمرة ال 13 على التوالي إلى دورة نهائية، بداية من سنة 1994 حين نظمت تونس الدورة النهائية، ولم ينل منتخب تونس سوى لقب واحد، وكان ذلك سنة 2004 حين نظمت الدورة من جديد بعد مرور عشر سنوات كاملة على خروجها من الدور الأول بأرضها، في الوقت الذي جانبت التصفيات مفاجأتين من العيار الثقيل، كون كوت ديفوار وبوركينا فاسو تأهلتا بشق الأنفس إلى الدورة النهائية، وانتظر منتخب بوركينا فاسو الدقيقة التاسعة من الوقت بدل الضائع، في مباراة الجولة السادسة والأخيرة، لتحقيق الفوز أمام بوتسوانا، في الوقت الذي سقطت "فيلة" كوت ديفوار في فخ التعادلات ثلاث مرات، منها في المباراة الأخيرة أمام سيراليون، حيث كان بمقدور منتخب كوت ديفوار عدم التواجد في الغابون لو خسر مباراته الأخيرة، ما يجعل من التصفيات إنذارا حقيقيا لأبطال إفريقيا في الطبعة الأخيرة سنة 2015. وشهدت التصفيات إقصاء عدة منتخبات سبق لها التتويج باللقب القاري، على غرار إثيوبيا (1962) والسودان (1970) والكونغو (1972) ونيجيريا (1980، 1994، 2013) وجنوب إفريقيا (1996) وزامبيا (2012)، وتأهلت بالمقابل العديد من المنتخبات التي سبق لها نيل اللقب على غرار الجزائر (1990) والكامرون (198، 1988، 2000، 2002) وكوت ديفوار (1992، 2015) ومصر صاحبة الرقم القياسي بسبعة تتويجات (1957، 1959، 1986، 1998، 2006، 2008، 2010) وغانا (1963، 1965، 1978، 1982) والمغرب (1976) وجمهورية الكونغو الديمقراطية (1968، 1974) وتونس (2004).