دعا وزير الشؤون الخارجية الفرنسي السابق،هوبر فيدرين،خلال ملتقى شراكة أورو- متوسطي بباريس إلى سياسة ثنائية"فعالة و ذكية".و خلال هذا الملتقى المنظم،أمسية يوم الإثنين،بمقر معهد العالم العربي تحت شعار"ماهي آفاق فرنسا بمنطقة المتوسط"،صرح الوزير الفرنسي، أنه على هذه السياسة أن تشكل"آلة للمشاريع" تعود بالمنفعة المتبادلة على كلا الطرفين. كما قال فيدرين،"لا أومن بالطابع السياسي لحوض المتوسط لأنه تصور خاطئ".و أشار، رئيس معهد فرانسوا ميتيران،أن الإتحاد من أجل المتوسط الذي تم إنشاؤه سنة 2008 بمبادرة لاسيما من فرنسا هو آلية"غير عملية"و"سلسلة هشة". كما إنتقد فيدرين ،عدم تناول الإتحاد من أجل المتوسط للمسائل الجوهرية كالنزاع الإسرائيلي- العربي حيث أنه من الواضح انه لا يوجد وسائل أخرى لتعويض التحكم الأمريكي على المسألة".من جهة أخرى،صرح رئيس الدبلوماسية الفرنسي السابق، أنه لا يؤمن بسياسة فرنسية في أوروبا أو في المتوسط".و أكد أن فرنسا"ليس لها تأثير على دول المغرب العربي (...) و نحن لسنا قادة العالم"داعيا إلى دعم إقتصادي مثمر أكثر منه سياسي لدول جنوب المتوسط دون "التدخل في شؤونهم الداخلية". و في رده على عدم تفاؤل ،فيدرين،بخصوص الإتحاد من اجل المتوسط إعتبر المستشار الخاص للرئيس الفرنسي السيد هنري غوينو أنه تم إنشاء الإتحاد"لإعطاء الأمل لشباب دول جنوب المتوسط" مشيرا أن هذا الأخير"لا يرمي لإدماج سياسي".و من جهة اخرى تم التوقيع على مذكرة اتفاق ببرشلونة بين بنك الاستثمار الأوروبي و أمانة الاتحاد من أجل المتوسط قصد تعزيز التعاون في منطقة المتوسط في المجالات الاجتماعية - الاقتصادية و التنمية المستدامة حسبما ورد اليوم الثلاثاء في الموقع الالكتروني للاتحاد من أجل المتوسط. و ينص الاتفاق الذي وقعه ،أحمد مسدح ، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط و "فليب دي فونتان فيف" نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي على وضع استراتيجية شاملة و إقليمية من أجل التنمية.و تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز السياسات و الشبكات الاقتصادية في المتوسط و استحداث منطقة أورومتوسطية مزدهرة من خلال التنمية الاجتماعية الاقتصادية و استثمارات القطاع الخاص.و يتضمن الاتفاق ستة محاور تعاون تهدف إلى تطوير فهم أحسن للمنطقة و تبادل المعلومة قصد ترقية تطبيق المشاريع الأولوية للاتحاد من أجل المتوسط.و أوضح نفس المصدر، أن الأمر يتعلق كذلك بتسهيل التمويلات و تطبيق نفس المشاريع و تحسين التصور و تحسيس الأطراف الفاعلة بهذه المشاريع بما فيها وسائل الإعلام من خلال أحداث و ندوات و ملتقيات. و يهدف هذا الاتفاق إلى تطوير الشبكات قصد تطبيق إستراتيجيتها الشاملة و كذا توظيف خبراء لدى أمانة الاتحاد من أجل المتوسط.و أكد الأمين العام للاتحاد خلال حفل التوقيع على أهمية "الاستثمار و تسهيل الاستثمارات من أجل استحداث مناصب شغل و تمويل منشآت هامة إقليمية وعابرة للأوطان في منطقة المتوسط". و يشكل على حد قوله "خطوة نحو التعاون الفعلي بين بنك الاستثمار الأوروبي بصفته دائن للدول المتوسطية و أمانة الاتحاد من أجل المتوسط بصفتها مؤسسة مكلفة بترقية و تسهيل تطبيق المشاريع التي باشرها رؤساء الدول و الحكومات لدول الأورومتوسط".و بالنسبة ، فونتين فيف ، فإن هذا الاتفاق سيسمح لا سيما بتعجيل تطبيق أولويات الاتحاد من أجل المتوسط كمخطط الطاقة الشمسية المتوسطي و إزالة تلوث المتوسط و دعم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة.و استحدثت أمانة الاتحاد من أجل المتوسط الكائن مقرها ببرشلونة من قبل 43 رئيس دولة وحكومة بباريس بتاريخ 13 جويلية 2008. و تشكل شراكة متعددة الأطراف تهدف إلى تعزيز الاندماج الإقليمي و التماسك بين الشركاءالأورمتوسطيين. أما بنك الاستثمار الأوروبي فيعد الشريك المالي الرئيسي للمنطقة المتوسطية بأكثر من 10 ملايير أورو استثمرت منذ 2002. و في شهر مارس 2009 منح بنك الاستثمار الأوروبي قرضا بقيمة 500 مليون أورو لتمويل أنبوب الغاز ميدغاز الذي يربط الجزائر باسبانيا عبر المتوسط.