أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي بوارسو (بولونيا) أن الجزائر و بولونيا تتقاسمان نفس الرغبة في إيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا. و صرح مدلسي في ندوة صحفية عقدها في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها لبولونيا و التي دامت يومين أن لقاءه مع نظيره البولوني شكل "فرصة (...) للإطلاع سويا على الوضع في ليبيا و تأثيره على المنطقة بما فيها الجزائر و منطقة الساحل و دول الجوار". و أضاف قائلا "استنتجت بأن الطرف البولوني له نفس الرغبة في ايجاد حل سياسي للوضع في ليبيا". و أفاد الوزير بأنه تطرق أيضا رفقة نظيره البولوني إلى الوضع في الصحراء الغربية حيث تبادلا وجهات النظر بهذا الخصوص و أعربا عن أملهما في أن تلقى هذه القضية الحل "عن طريق إستفتاء واضح يعني الصحراويين أنفسهم". و حول الهدف من زيارته إلى هذا البلد أوضح مدلسي أنها ترمي إلى "دفع التعاون بين البلدين إلى الأمام" و الذي يظل "دون المستوى حتى و إن سجل ايجابيات خلال السنوات الماضية". كما كانت لوزير الشؤون الخارجية لقاءات مع مسؤولين بولنديين وآخرين في الإتحاد الأوروبي الذي ترأسه بولونيا في الوقت الحالي حيث اشار مدلسي إلى انه تناول معهم التحولات التي تعرفها الجزائر التي تعيش كما قال "ظروفا مهمة تدفعها إلى الأمام الإصلاحات الجارية في المجالات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية". و في هذا الصدد ذكر رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنه "كان لا بد للجزائر من توضيح مضمون هذه الإصلاحات حتى نبعث برسالة للآخرين فحواها أن الجزائر اليوم حقيقة بخير" مضيفا بأن ذلك "لا يكفي إذ لا بد من المضي قدما نحو الأمام من أجل إحداث تحولات إضافية". و ذكر بأن زيارته لبولونيا تندرج ضمن مسعى تعزيز التعاون الثنائي في المجال الإقتصادي في جميع أقطابه حيث ذكر انه التقى بعدد كبير من المقاولين و رؤساء الشركات التي عملت بالجزائر و هي —كما أضاف—على إطلاع بأولوياتها (الجزائر)و إمكانياتها و الظروف التي يمكن من خلالها العمل مع الشركات الجزائرية. و قال بهذا الخصوص أن اللقاء كان "ثريا جدا" مبرزا مجالات التعاون التي يمكن للطرفين توظيفها في "تفعيل التعاون بين البلدين" على غرار الصناعة الصيدلانية و تلك المرتبطة بقطاع الزراعة و البناء. وذكر مدلسي بمختلف اللقاءات التي اجراها اثناء زيارته لبولونيا على غرار لقائه بنائب الوزير الأول وزير الإقتصاد و وزير الخارجية و وزير الدفاع البولوني. و لمس مدلسي من خلال هذه اللقاءات كما اوضح أن "الحكومة البلوندية تحذوها نفس الإرادة مع الجزائر للتعاون في كل المجالات سواء الإقتصادية منها أو المؤسساتية أو حتى السياسية". و من جهة أخرى إلتقى الوزير برئيس الغرفة العليا لهذا البلد و الذي سبق له و أن زار الجزائر خلال 2008 حيث أبدى هذا الأخير كما جاء في تصريح مدلسي اهتمامه بالتحولات و الإصلاحات التي تشهدها الجزائر. و خلص مدلسي إلى التأكيد بأن الطرفين سيعملان بناء على نتائج هذه الزيارة على تطوير التعاون الثنائي سيما و أن بولونيا تتمتع ب"وزن كبير على مستوى الإتحاد الأوروبي". ويذكر ان زيارة مدلسي إلى بولونيا قد توجت بالتوقيع على اتفاق حول النقل الجوي كما تم الاتفاق على انشاء لجنة مشتركة ثنائية.