شكل الصمت المتواطئ لفرنسا الرسمية بشأن مجازر 17 أكتوبر 1961 محل نقاش ندوة نظمت الجمعة الماضي بنانتير المجمع الوطني للاعتراف بجريمة دولة ارتكبت في حق المئات من الجزائريين بالعاصمة الفرنسية. و بهذه المناسبة رحب رئيس بلدية نانتير باتريك جيري بتنظيم مثل هذا اللقاء في فضاءات تابعة لمقاطعته مما يساهم على حد قوله في"إخراج الذاكرة الجماعية من طي النسيان"و "سرد الأحداث التي يعود تاريخها إلى خمسين سنة خلت". و قبل مباشرة التدخلات قام شبان و فنانون و ممثلون بقراءة شهادات مؤثرة للضحايا الذين نجوا من القمع الذي مارسه محافظ الشرطة موريس بابون و شرطة باريس على المشاركين في المظاهرة السلمية و التي كان شعارها: رفض حظر التجول التمييزي الذي تقرر تطبيقه بضعة أيام من قبل على الجزائريين فقط. و في تدخله أعرب المؤرخ عن استيائه "للصمت المتواطئ" للسلطات العليا لفرنسا بشأن مجازر أكتوبر 1961 محملها "مسؤولية نكران جريمة الدولة هذه و حجبها طوال كل هذه السنوات". و اعتبر أنه حان الوقت لتعترف "فرنسا بصفحة دامية من تاريخها و تسمح أخيرا للآلاف من الجزائريين بالترحم على الضحايا". و بصفته نائب رئيس رابطة حقوق الانسان ذكر بنضال هذه المنظمة لكشف الحقائق. و خلال النقاش الذي تلى المداخلات أبدى بعض الشباب من خلال الأسئلة التي طرحوها فضولهم في معرفة "أدق" التفاصيل حول المظاهرة السلمية ل 17 أكتوبر 1961 سيما تلك المتعلقة بعدد الضحايا. و حسب بعض المؤرخين فان قمع الشرطة كان قد خلف حوالي 200 ضحية و عشرات الجرحى و المفقودين تم إعادة البعض منهم إلى الجزائر حيث يبقى بعض الأولياء إلى اليوم دون أية أخبار عن ذويهم. و أشار الناطق باسم المجمع الوطني للاعتراف السيد محمد كاكي إلى أن "أكبر عدد" من المشاركين في هذه المسيرة كانوا قد خرجوا في هذاالثلاثاء الأسود من مدينة نانتير. و حسب شهادات أخرى بلغ عددهم قرابة 40.000 جزائري تجرؤا على مخالفة حظر التجول التمييزي الذي فرضه محافظ الشرطة موريس بابون. و تميز هذه الندوة المتبوعة بنقاش التي عرفت مشاركة شخصيات نقابية و سياسية من بينها قنصل الجزائر بنانتير السيد دهيندي إنطلاق أسبوع مخلد للأحداث المأساوية التي وقعت في خريف 1961 بباريس و الذي سيتم في إطاره تدشين في 16 أكتوبر نهج ال17 أكتوبر 1961 بنانتير حدث فريد في فرنسا و تنظيم ملتقى دولي حول نفس هذه الأحداث في اليوم الموالي و كذا المشاركة في مسيرة يوم الاثنين 17 اكتوبر تنطلق من سينما "ريكس" إلى غاية جسر "سان ميشال" بدعوة من مجمع 17 أكتوبر 1961.