كشفت وكالة بلومبرغ الاقتصادية عن مساعي باريس وبرلين، أقرب حلفاء واشنطن، لإنشاء قنوات دفع مستقلة عن منظومة الدفع الأمريكية، بهدف الالتفاف على العقوبات المفروضة على إيران. وذكرت بلومبرغ أن فرنساوألمانيا تعملان على إيجاد حلول مالية وإنشاء قنوات دفع ستستخدم مع الدول التي تقع تحت وطأة العقوبات الأمريكية، ومنها إيران بهدف تجاوزها. وأشارت الوكالة إلى أن المملكة المتحدة تشارك أيضا في محادثات إنشاء قنوات الدفع هذه، حيث تدرس الدول الثلاث إمكانية إشراك بنوكها المركزية في إنشاء منظومة دفع تكون بديلا للمنظومة الأمريكية. وتعتبر هذه المحادثات بين فرنساوألمانيا بمشاركة المملكة المتحدة مؤشرا على أن القوى الأوروبية تسعى لإظهار مستوى أعلى من الاستقلال عن الولاياتالمتحدة، لاسيما بعد أن أطلق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، شعار أمريكا أولا . ونقلت بلومبرغ عن وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، قوله امس: أريد أن تكون أوروبا قارة ذات سيادة، وليست تابعة لأحد، وهذا يعني أن تكون مستقلة تماما. ونحن مع ألمانيا مصممون على إنشاء أداة مالية أوروبية أو فرنسية - ألمانية مستقلة تسمح لنا بتجنب أن نكون الضحايا الإضافيين للولايات المتحدة . وقبل ذلك، دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى إنشاء نظام مالي جديد مستقل عن الولاياتالمتحدة للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، وقال الأسبوع الماضي، إنه لا غنى عن ضرورة تعزيز الحكم الذاتي الأوروبي من خلال إنشاء قنوات الدفع المستقلة عن الولاياتالمتحدة في صندوق النقد الأوروبي ونظام SWIFT. وأعاد ترامب هذا الشهر فرض عقوبات على إيران بعد إعلانه في ماي الماضي الانسحاب من الاتفاقية النووية مع إيران، رغم معارضة حلفاء واشنطن في الناتو إلى جانب موسكو وبكين لهذه الخطوة. وبعد فرض العقوبات الأمريكية، أوقفت الشركات الأوروبية تعاملاتها مع طهران وأعلنت انسحابها من السوق الإيرانية، رغم أن الاتحاد الأوروبي استحدث قانونا يسمح للشركات الأوروبية بعدم التقيد بالعقوبات المفروضة من قبل واشنطن على طهران.