حذر علماء المناخ من انخفاض محصول الأرز والقمح والذرة، في بلدان أوروبا والدول ذات المناخ المعتدل، إلى النصف في منتصف القرن الحالي، بسبب تضاعف عدد السكان والآفات الزراعية. نشرت مجلة Science مقالا لجوشوا توكسبوري، من جامعة كولورادو، يقول فيه: يعتقد علماء المناخ والأحياء أن زيادة نسبة 2 بالمائة في الهواء الجوي وارتفاع درجات الحرارة، يؤديان إلى زيادة في انتاج المحاصيل الزراعية، نتيجة ارتفاع فعالية عملية التركيب الضوئي، وهي علامة إيجابية لقطاع الزراعة وحياة الإنسان ، بيد أن توكسبوري يذهب إلى أن ذلك الاعتقاد يستند إلى أن زيادة نسبة 2 بالمائة في الجو سوف يكون العامل الوحيد المؤثر على إنتاجية النباتات. ولكن انخفاض معدل سقوط الأمطار والحشرات الملقحة، من جانب آخر، سيؤدي إلى انخفاض انتاجية محاصيل مثل الزيتون والقهوة والذرة وغيرها، في مناطق مختلفة من العالم في القرن الحالي، حيث اكتشف توكسبوري وزملاؤه تهديدا مناخيا آخرا للأمن الغذائي على الأرض، ناجم عن انخفاض معدل سقوط الأمطار والثلوج وارتفاع درجات الحرارة، ودرس هذا الفريق وحلّل عشرات الدراسات العلمية المكرّسة لعملية الأيض وتكاثر 38 نوع من الحشرات الضارة، وكيفية تفاعلها مع مطلع الربيع وارتفاع درجات الحرارة في الصيف طوال النهار مع انخفاض معدل سقوط الأمطار. يقول سكوت ميريل، من جامعة فيرمونت الأمريكية، بهذا الصدد: استنادا إلى هذا، احتسب الخبراء معدل تغير عدد هذه الحشرات خلال المئة سنة المقبلة، واتضح أن هذه الحشرات ستقضي على نسبة 10 - 25 % أكثر من الأرز والقمح والذرة في العالم، بينما سوف تكون هذه النسبة في بعض مناطق أوروبا أعلى من ذلك، حيث يتوقع العلماء، وفقا لحساباتهم، أن يتضاعف عدد هذه الحشرات في بريطانيا والسويد ودول أوروبية أخرى وكذلك في بعض مناطق روسيا، في حين لن تنمو إنتاجية القمح بنفس الوتائر . ويضيف الباحثون، ان هذه الظاهرة ستشمل أيضا مزارع الذرة في الولاياتالمتحدة وفرنسا والصين. عموما، توضح حسابات العلماء بأن الأرض ستخسر حوالي 213 مليون طن من محاصيل هذه الحبوب، بسبب زيادة عدد ونشاط الآفات، وهو ما سيخلق أزمة غذائية حقيقية، ما لم تتخذ البلدان التدابير اللازمة لتفاديها الآن.