مختصون: سوق الرقية أصبح ملجأ للمستضعفين إمام: هذه هي أسس الرقية الشرعية وزارة الشؤون الدينية تفشل في محاربة الظاهرة تحول العديد من الاشخاص في الاونة الاخيرة الى أناس يزعمون أنهم عارفون للرقية الشرعية وعالمون بأصولها، فاهمون لمكنونها، فشرعوا في ابتكار طرق جديدة على غرار الرقية في المصل أو اللجوء إلى خلطات يضمنون قدرتها على تهريب الجن وتخليص الجسم من السحر المأكول والمشروب والمرمي عن طريق الجن، وخرافات يتنافسون على إبتكارها. ولم يثبت في السنة النبوية استعمال هذا النوع من العلاج، بالإضافة إلى أن بعضهم لا يحمل المؤهل الذي يجعل منه عارفاً بها عالماً بضوابطها وآدابها، بل تجدهم من حملة شهادات التعليم العام والبعض يحمل المرحلة الابتدائية بل بعضهم لا يحمل أي شهادة تسمح له بمزاولة الرقية، فيخلطون بين الآيات ويقرأون القرآن قراءة متهتكة، ويحرفون المعاني عن مقصودها ذلك جهلاً ولعبا، حتى انتحل الرقية الشرعية أناس جهلة وبعضهم يلبس على الناس دينهم ويمتهن الكهانة والعرافة والسحر والشعوذة تحت مسمى الرقية الشرعية، بل وصل ببعضهم أنه من حين دخولك عليه وقبل أن يسألك أو يمسكك أو يقرأ عليك آية واحدة يخبرك بما فيك من مرض بمجرد الإجابة عن بعضالأسئلة حول مواقع الآلام بجسدك والأحلام التي تراها، لينزل عليك بتشخيصات لا تزيدك إلا قلقا ووسوسة، وهو ما لاحظته السياسي خلال جولتها الاستطلاعية والتي قادنا الى البعض من هؤلاء الاشخاص الذين يزعمون على انهم رقاة. أصبحت الرقية الشرعية في الفترة الأخيرة مهنة من لا مهنة له، وذلك للانتشار الكبير للرقاة عبر مختلف الوطن، بحيث اتخذت الرقية الشرعية أبعادا خاصة ومغايرة، أين لم يصبح الرقاة يمارسون مهامهم المتمثل في الرقية الشرعية كما تحمله الكلمة من معنى، أين اتجه غالبيتهم إلى منحنيات أخرى مغايرة تماما وهي الخروج من نطاق الرقية إلى امتهان ما يسمى بالطب وجعل من أنفسهم أطباء لتقليدهم لأمور تقتصر فقط على الطب، على غرار محاولة تشخيص الحالات والإطلاع على وضعية المرضى على طريقة الطبيب والذي يقوم بالكشف على مرضاه، إذ خرج بعض الرقاة عما يستوجب فعله أثناء الرقية، والتي هي عبارة عن تلاوة آيات القرآن الكريم على المريض أو قراءتها بالماء وزيت الزيتون من ثم يتناولها المريض، ليصبح الأمر أكثر من ذلك لدى بعض الرقاة والذين حولوا مهنتهم إلى ما يشبه الطب، حيث يخضعون المرضى لاستجوابات وأسئلة لا متناهية لا علاقة لها بما يسمى بالرقية الشرعية، حيث تكثر الأسئلة حول المرض والشعور وما إلى غير ذلك من أمور تتنافى والرقية الشرعية، بحيث أن الرقية الشرعية لا تحتاج إلى هذا وذاك، إذ تحتاج إلى تلاوة القرآن الكريم على المريض فحسب، غير أن كثيرون حولوها إلى أشياء أخرى غريبة لا تمت بصلة إلى ما يسمى بالرقية الشرعية، ما جعل بالكثير من العارفين في الدين يصفون هؤلاء بالرقاة المزيفين يلبسون لباس السلفي لاصطياد الضحايا. رقية شرعية أم صفقة تجارية؟! وللتحقيق اكثر في الموضوع، توجهنا الى عدة بلديات بالعاصمة للبحث عن رقاة متمكنين لمعرفة اهم الطرق والاساليب التي يعتمدون عليها في رقيتهم، فكانت وجهتنا الاولى نحو بلدية دالي ابراهيم اين وجهنا احد المواطنين الى احد الرقاة المعروفين بذات البلدية، واذ نحن ننتظر دورنا قمنا بدردشة مع احدى المواطنات التي قالت انها من بين المتعودات على الرقية عند هذا الشيخ، فسألناها عن اسباب تواجدها فردت انها ترقي بغية الانجاب، لنكتشف حينها ان هذا الاخير يصف لها خلطة تساعدها على الانجاب. واصلنا بحثنا وتحقيقنا في الموضوع، اين لاحظنا ان اغلب الرقاة المزيفين باتوا يقومون بأمور خارجة وبعيدة كل البعد عن الرقية الشرعية، بحيث ولدى قصدهم من طرف المرضى والراغبين في الخضوع لجلسات رقية شرعية بالقرآن الكريم، يلجئون لابتكار آليات جديدة تتمثل في اقتراحهم لخلطات عجيبة تكون مفيدة وشافية، حسبهم، أين لا يتوانى الراقي في تقديم العروض السحرية والمغرية للمرضى، أين يجد ضالته في الاقتراحات والتدابير التي لا تنتهي والتي من شأنها استنزاف الجيوب وجمع أكبر قدر من الأموال عن طريق إيهام المرضى بأن هذا هو الحل، أين يفرض هذا الأخير منطقه بإيهام الزبائن إمكانية الشفاء وحدوث المعجزات عن طريق الخلطات والتي يقوم في غالب الأحيان بصنعها بمفرده والتي قد تكون بمبالغ مكلفة، حيث يمكن للراقي بيع منتجاته وخلطاته منها من يصنعها بمفرده وأخرى تكون جاهزة ومعبأة بعلب و قارورات، أين يجد الزبون نفسه مخيرا ومجبرا على اقتناء هذه الأخيرة طواعية بمجرد اقتراح الراقي بأنها مفيدة وشافية وذات فعالية ومجربة مسبقا، أين يقع غالبية المرضى في الأمر الواقع نتيجة تحايل الرقاة والتلاعب بمشاعرهم، في الوقت الذي يحتاجون فيه فعلا للعلاج بالرقية والشفاء من بعض الأمراض والتي تبدو مستعصية أين يزعم الرقاة المزيفين أنهم قادرون على القضاء على الداء، بحيث لا يدخر الراقي جهدا في استنزاف جيب زبونه والذي يمثل له مصدر ورزق بتردده عليه ذهابا وإيابا بحثا عن الشفاء، والذي قد لا يحدث أبدا في ظل تلاعب الرقاة بمشاعر المرضى وإيهامهم بالشفاء بطرق خارجة عما يسمى بالرقية الشرعية، وهو ما روته لنا احدى السيدات التي تعرضت للاحتيال من طرف احد هؤلاء الرقاة المزيفين. رقاة مشعوذون يتاجرون بمعاناة المرضى! هذا ولم يجد بعض الرقاة من سبيل لجذب الزبائن سوى استحداث البدع بإيهام هؤلاء خاصة أولئك الذين طوقتهم مشاكل الحياة والضغوطات الاجتماعية ومنغصات العيش من كل جانب بجدوى العلاج ونجاعته. ووسيلتهم في ذلك، إدخال طقوس غريبة ليست من الشرعية في شيء بغرض منح رقيتهم الانتشار والمصداقية، حتى ولو كانوا يعانون من أمراض عضوية أو نفسية، والذين يلجأون إلى الرقية بعيدا عن عيادات الأطباء والمختصين النفسانيين، لكنهم للأسف غالبا ما يقعون تحت سطوة تجار ودجالين يحترفون كل وسائل النصب والاحتيال للإيقاع بضحاياهم في شباك الرقية مرات عديدة. على غرار هذا، بات بعض الرقاة يعتمدون طرق جديدة لممارسة مهامهم، بحيث بات كثير منهم يشترط على المرضى إحضار ملفاتهم الطبية للتمكن من تشخيص حالتهم ثم الرقية على أساس الداء، وهو حال أغلب الرقاة أين يقومون بالرقية بناء على إصابة المريض والتي يحددونها من خلال ملفات طبية أو أشعة وما إلى غير ذلك من أمور تتعلق بالطب، ليخرج بذلك الرقاة عن نطاق مهامهم المتمثل في الرقية بالقرآن الكريم لا غير ذلك، ليصبح عمل البعض منهم مقترنا بالملفات الطبية، أين يجد الكثير من المرضى صعوبة في التعامل مع هؤلاء بسبب فرضهم لأمور خارجة والتي هي الملفات الطبية والأشعة، وهو ما يراه كثيرون أمرا غريبا وبعيدا كل البعد عن ما يسمى بالرقية الشرعية، فيما يراه آخرون أمرا يدخل في الاستشفاء ومحاولة إيجاد السبب الحقيقي للداء، بحيث ينجر كثيرون وراء هذه الإيهامات بسبب ضعفهم وحاجتهم الماسة للعلاج أين يجدون أنفسهم ينساقون وراء هذا وذاك، أملا منهم في الحصول على الشفاء، فيما يجهل آخرون أمور الرقية الشرعية على أصولها ليبدو لهم الأمر عاديا وداخل في الرقية ومن أركانها. ويجد الراقي ضالته في حال جهل البعض بأمور الرقية وما يتطلبها، ليفرض منطقه باستنزافه لجيوب المرضى بفرضه التردد عليه في كل مرة بحجة الخضوع لجلسات الرقية والتي تتطلب أياما أو حتى شهورا حسب الحالة، ليجد البعض من المرضى أنفسهم يترددون ذهابا وإيابا على الرقاة للخضوع للعلاج والذي يكون في غالب الأحيان دون جدوى، أين لا يشعر المريض بتحسن يذكر أو تغير في حالته فيما يبقى يداوم ويتردد على الراقي، أملا في الحصول على الشفاء، وهو ما اكدته لنا احدى السيدات القاطنات ببلدية عين بنيان، والتي توجهت لاحد الرقاة المعروفين بذات البلدية، لتصطدم هذه الاخيرة برفض الراقي لرقيتها الا بحضور ملفها الطبي، وهو ما لم تستوعبه هذه الاخيرة. هكذا يتحايل بعض الرقاة على الضحايا ومن جهته، يقوم بعض المحتالين بنهب الأشخاص والاحتيال عليهم تحت غطاء الرقية الشرعية، أين يزعم هؤلاء أنهم رقاة ليقوموا بفعلتهم المتمثلة في السلب والنهب من أموال ومصوغات، بحيث يحرص الرقاة المزيفين على المال والذهب وذلك من خلال إيهام الأشخاص بأنهم رقاة شرعيين. ويتمحور عمل هؤلاء الرقاة حول إيقاع الضحايا وإيهامهم بوجود أمراض على غرار الجن والقرين وما إلى غير ذلك من الإصابات، والتي لا تعالج إلا عن طريق الرقية ودفع الأموال والمصوغات، ليجد المريض نفسه رهن جشع ومتطلبات هذا الراقي الذي يزعم أن بيده الشفاء عن طريق سلبهم الأموال والممتلكات الثمينة، وهو ما تقع فيه عادة السيدات باعتبارهن يمتلكن المصوغات، أين يختار هؤلاء الرقاة المزيفون غالبية ضحاياهم من العنصر النسوي ليكن فريسة لهم يجمعون من خلالها الأموال والمجوهرات. ومن جهته، فقد تعرضت سيدتين من ولاية قسنطينة للاحتيال من طرف شخصان زعما أنها راقيان شرعيان، بحيث تبين أن هذين الأخيرين مجرد محتالين يمارسان النهب والدجل وزعم تمكنهما من إخراج السحر الدفين مقابل أموال طائلة ومصوغات، بحيث تعود خلفية القصة إلى قصد إحدى العائلات لراقي مزيف بوسط المدينة زعم انه قادر ومتمكن من علاج ابنتهم المصابة بمرض نفسي، ليقوم هذا الأخير بإخبارهم بأنها مسكونة من طرف الجن، ليقوم بطلب الأموال والمصوغات للتمكن من إخراج الجن، ليحصل المحتال على مراده والاختفاء من المنطقة، فيما تعود حيثيات التحايل الثانية والتي وقعت بنفس الولاية إلى أن سيدة قامت بدل عائلة نحو راقي زعمت أنه متمكن وماهر وخريج الأزهر ودارس للرقية الشرعية بالعراق والحجاز، ليتبين بأنه مجرد محتال ودجال ومجرد باحث عن الأموال بطرق سهلة عن طريق إيهام الضحايا بأنه سيمكنهم من الشفاء وإنقاذهم من المآسي، لتبقى هاتين العائلتين مجرد نموذج من مئات العائلات والأفراد الذين ينجرون وراء أشخاص هدفهم الحصول على الأموال تحت غطاء الرقية الشرعية. مختصون: سوق الرقية أصبح ملجأ للمستضعفين وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه بانتشار رقاة مزيفون، أوضح بوسعادة رشيد، مختص في علم الاجتماع، في اتصال ل السياسي ، بأن الرقية لا يمكنها حلول محل الطب لأنها لا تدخل في مجال الطب، والرقية هي حالة خاصة أساسها قراءة القرآن من طرف شخص معين وما يقوم به بعض من يدعون أنهم رقاة من بيع الخلطات وغيرها فهذه لا تعتبر رقية شرعية، بحيث أن الرقية هي علاج روحاني ونفساني. ومن جهته، أكد الدكتور في علم الاجتماع، محمد. ط ، أن التحولات الأخيرة التي شهدها المجتمع الجزائر نحو الصحوة الدينية جعلت الكثير من الأشخاص يستبدلون الطلبة والكزانات بالرقاة، ظنا منهم أنهم بذلك سيتجنبون الحرام، غير أن الكثير يقعون في مشعوذين بلباس ديني لا فرق بينهم وبين المشعودين العاديين كونهم، حسب الدكتور، على غرار الكهنة يبيعون للناس وهم النجاح وهم الشفاء أو أي وهم يطلبه صاحبه مقابل مبلغ من المال. وقال عالم الاجتماع، في اتصال ل السياسي ، إن سوق الرقية أصبح ملجأ للمستضعفين أمام مشاكل الدنيا والطامعين في حياة أفضل، وهو ما أدى الى تحول الرقية الى مهنة ليست غريبة عن معنى الشعوذة يحاول الباحث عن السلطة أو حتى من أثقله الدين اللجوء إليها بحجة العين أو السحر أو المس. وأطلق الدكتور على هؤلاء وصف ضعفاء النفوس الذين يستغلهم بعض المحتالين. الرقية هي العمل بمعاني القرآن ولا يقوم بها إلا المؤهل وقال الدكتور عن الرقية إنها عمل بمعاني القرآن لا يقوم بها إلا المؤهل علميا، لأن معاني القرآن لا يفهمها الكل والتداوي بكتاب الله، حسب وصف الدكتور، هو نوع من العلاج الروحي لا يختص فقط بالأمراض النفسية، بل يتجاوزه لعلاج الأمراض الموضعية. ومن صفات الراقي الحكمة التي لا يمتلكها الكل، حسب الدكتور، فأصبح من هب ودب يشتغل في مجال الرقية ويستغل حاجات الناس الى ذلك. وفي ذات السياق، أوضحت شباكي عائشة، مختصة في علم النفس، في اتصال ل السياسي ، بأن بعض الرقاة المزيفين يقومون باختيار ضحاياهم من النفوس الضعيفة والتي تتبعهم بناء على شعورهم بالتحسن لدى قصدهم، بحيث يعرف الراقي المزيف اصطياد زبائنه وضحاياه بناء على حالتهم النفسية ومرضهم، بحيث يملكون تأثير خاص على الضحايا بإيهامهم بأنه مرضى ومصابين بالعين والحسد والمس ويحتاجون لعلاج مكثف بدون انقطاع، ليقوم المريض من يحتاج فعلا للعلاج بالمداومة على هذا المحتال الذي يسمي نفسه راقي شرعي، بحيث أن لديهم فئة من أتباعهم وهو الضعفاء والمرضى فعلا. ومن جهة أخرى، فإن بعض الرقاة المزيفين يصنعون الخلطات ويضيفون الأعشاب ذات الاستعمال اليومي كالنعناع و التيزانة إلى العسل ويوهمون المريض بأنها خلطة عجيبة فيها فوائد وشفاء ويبيعونها بمبالغ كبيرة، وأشارت المتحدثة في سياق حديثها بأن هناك مرضى ومضطربون نفسيا لديهم نقاط ضعف يمكن للراقي المزيف أن يصقلها ويعززها في ذات المريض ويستعملها لصالحه، بحيث يقوم بإيهام المريض بأن مسكون ولديه مس حتى يصدق المريض نفسه بأنه فعلا مريض، ليجد نفسه يداوم عند هذا الراقي المزيف وهذه كلها راجعة للشخصيات الضعيفة، بحيث أن الشخصيات القوية والطبقات المثقفة لا تنساق وراء الخزعبلات والوهم. وأشارت محدثتنا بأن الرقية الشرعية والصحيحة هي تلاوة للقرآن الكريم والدعاء للمريض وبدون مقابل لأن كلام الله لا يباع، وكل ما يخرج عن هذا النطاق فيسمى شعوذة وشرك. إمام: هذه هي أسس الرقية الشرعية قال الشيخ سعد الدين النائلي، إمام مسجد الكاليتوس، في اتصال ل السياسي ، أن من يقومون بصنع الخلطات ووصف الأعشاب هم مجرد تجار وليسوا رقاة، بحيث أن الرقية الشرعية هي قراءة للقرآن الكريم والدعاء للمريض، وغير هذا فإن الرقية الشرعية خرجت عن نطاقها، إذ نرى أن غالبية من يسمون أنفسهم رقاة ويقومون بخلط الخلطات وإضافة أشياء وغريبة فهم طماعون لأنه في الواقع الرقية الشرعية هي يمارسها شخص تقي وملم بالأمر ويقوم بعلاج الأمراض النفسية والعضوية عن طريق تلاوة القرآن الكريم والأدعية، وليس أشخاص يفتحون محلات ويقومون برقية جماعية ووصف الخلطات والسؤال عن الاسم واسم الأم ويطلب ويشترط الأموال، إذ أن كل هذا مخالفات شرعية وليس رقية شرعية. وزارة الشؤون الدينية تفشل في محاربة الظاهرة هذا وحسب العديد من العارفين في الدين، فانه ورغم منع الوزارة الوصية من الرقية داخل المساجد، الا ان هذه الاخيرة فشلت في مواجهة الظاهرة لأنه لا يمكن فرض رقابة خارج محطيها، بحكم أن هذه الممارسات تحدث غالبا بطريقة سرية من قبل الأئمة الذين يمارسون الرقية بعيدا عن أعين الوزارة، رغم أن الواقع يؤكد أن أغلب الأئمة يمارسون هذا النشاط خارج أوقات الصلاة أو المهام المكلفين بها من قبل الوزارة، وهو ما أكده الشيخ عبد الرحمان، مضيفا بقوله أن غياب وزارة الشؤون الدينية عن لعب دورها في مراقبة الرقاة باعتبار أن الأمر في الرقية يعود للشرع، وهي المسؤولة عن مراقبة تطبيقه أو تجاوزه. كما وضع الشيخ 3 أطراف تتحمل مسؤولية هذا العبث المسجل في حق الرقية الشرعية، التي قال إنها بريئة من هذه التصرفات براءة الذئب من دم يوسف، وأكد أن الرقاة الذين يمارسون هذا النشاط غير مؤهلين لا من الناحية العليمة أو الأخلاقية، ما فتح الباب أمام ممارسات غير أخلاقية وانتهت بالقتل والاعتداء، وحمل المرضى أيضا جزءا من المسؤولية لجهلهم بضوابط الرقية الشرعية ما يجعلهم يسقطون في فخ المشعوذين. كما اعتبر أن الفراغ القانوني الذي يحدد ممارسة الرقية هو المشكل الأكبر الذي أدخل الرقية إلى غرفة الإنعاش في الجزائر.