جزائريون يهاجمون محاولات تشويه المسيرات السلمية في المواقع الإلكترونية يواكب الإعلام الدولي المظاهرات الشعبية الضخمة التي تشهدها مختلف أنحاء الجزائر للمطالبة بالتغيير والإصلاحات السياسية منذ 22 فيفري الماضي، وتغلب في معظم التغطيات الصحفية في أوروبا والولايات المتحدة، نبرة التعاطف مع المحتجين، كما لا تُخفي بعض وسائل الإعلام الغربية إعجابها بالطابعين السلمي والحضاري لمظاهرات الجزائريين، بالمقابل تركز العديد من العناوين الفرنسية والعربية على أعمال الشغب المعزولة التي رافقت الحراك، حيث حاولت نقل صور مختلفة عن الوضع في الجزائر، وهو ما تصدر له الجزائريون عبر تعليقاتهم الساخرة في المواقع الإلكترونية لهذه الوسائل. وشدت المسيرات الشعبية الضخمة، التي شهدتها معظم ربوع الجزائر للمطالبة بالتغيير والإصلاحات، انتباه العالم حيث كانت هذه المسيرات محل اهتمام كبريات الصحف العالمية والقنوات الاجنبية، حيث سلطت العديد من المواقع الاجنبية الضوء على الصور الرائعة والحضارية التي صنعها الآلاف من الجزائريين في مظاهرات الجمعة. وفي السياق، سلط موقع روسيا اليوم الضوء على طرائف وغرائب في مظاهرات الجزائر ، وجاء في مقال نشر أمس: اختار بعض المتظاهرين الجزائريين عبارات ساخرة لإيصال رسائلهم للنظام الحاكم في البلاد، وذلك مع تواصل الحراك الشعبي للجمعة الثالثة تواليا . وتحت عنوان يوم عظيم ، نشر موقع الحرة حراك الجزائريين يوم 8 مارس، وجاء في نص المقال: لم تشهد العاصمة الجزائر كل هذه الأعداد، هناك أكثر من مليون شخص في العاصمة وحدها . وعاد المقال إلى ربط المسيرة باحتفالات عيد المرأة التي سجلت خلاله الجزائريات حضورا قويا في الشارع المطالب بإسقاط النظام: جمعة اليوم، التي تصادف الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أرادها شباب وقفة اعتراف للمرأة الجزائرية ودورها في الحراك السياسي منذ حرب التحرير . ولوحظ عنوان لافت لصحيفة لوموند الفرنسية، والتي كتبت في مقال نشر على موقعها أمس: استطاع المتظاهرون من جميع أنحاء البلاد تحقيق أحد أهدافهم من أجل تحريك مسيرة الكرامة التاريخية. هذا الحشد الهائل فضّل أن يجتمع ويرقص على صوت الزغاريد والطبول ، وتحدثت شبكة بي بي سي البريطانية عن خروج عشرات الآلاف في شوارع العاصمة الجزائرية. بدورها، وصفت وكالة رويترز للأنباء التظاهرات بأنها الأكبر منذ انتفاضات الربيع العربي التي عمت دولاً عربية عدة في عام 2011، وقالت إن السلطات الجزائرية قد أوقفت خدمة القطارات ومترو الأنفاق في العاصمة وعززت من إجراءاتها الأمنية بهدف منع احتشاد الآلاف في هذه التظاهرات. من جهتها، ركزت جريدة الشرق الاوسط اللندنية على اجتماع أحزاب المعارضة عشية ما وصفتها بجمعة الحسم واتفاقهم حول خريطة تدعو للمضي قدما بالحراك الشعبي السلمي وتدعو إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية في أفريل المقبل، معتبرة ان الظروف الحالية غيرُ ملائمة. بالمقابل، مارست العديد من وسائل الإعلام الأجنبية هوايتها للصيد في المياه العكرة كلما تعلق الأمر بأخبار الجزائر، حيث ركزت العديد من الدكاكين الاعلامية في فرنسا والمغرب وغيرها بشكل فاضح في تعاطيها مع المسيرات السلمية على أعمال التخريب المنعزلة التي شهدتها الجزائر العاصمة، رغم إقرار مصالح الأمن بأن الأمر يتعلق بمنحرفين لا علاقة لهم بالحراك السلمي. وهنا، عنون موقع أورونيوز الفرنسي مقاله ب عشرات الآلاف يملأون شوارع الجزائر احتجاجاً والقبض على 195 شخص ، وقال في الموضوع: تحدى عشرات الآلاف من الجزائريين انتشار وحدات ضخمة من شرطة مكافحة الشغب يوم الجمعة وواصلوا مظاهراتهم الحاشدة.. وكانت شرطة مكافحة الشغب تنتشر بأعداد متزايدة في الأيام القليلة الماضية، لكن الجيش لا يزال في ثكناته حتى الآن . أما الصحافة المغربية، فركزت بشكل كبير على أعمال الشغب التي حدثت عقب المظاهرات السلمية، ومن بينها هيسبرس و أخبار اليوم ، وهما صحيفتان معروفتان بالتهجم على كل ما هو جزائري.