يعتبر الغلاف المالي المخصص للمخطط الخماسي المقبل لبلوغ هدف إنجاز مليوني وحدة سكنية هام جدا بعد أن فاق 0073 مليار دينار أي ما يعادل 05 مليار دولار، وذلك في خطوة لإعادة الاعتبار للنسيج العمراني، لكن هذا الرهان الذي لا يمكن وصفه إلا بالتحدي في بلد لطالما عانى سكانه من مشكل السكن ورافقهم لعقود من الزمن اصطدم بعدم قدرة بعض القطاعات والسلطات المحلية تحمل مسؤوليتها اتجاه هذا الرهان، باعتبار أن سكان الأحياء الجديدة التي تم الترحيل لها خلال الأسابيع والشهور الفارطة على غرار تلك الموجودة بالكاليتوس، بئر توتة، وبئر خادم، والسودانية يشتكون من نقص العديد من المرافق وفي مقدمتها نقص النقل، انعدام المحلات، ناهيك عن مشكل الاكتظاظ داخل المؤسسات التربوية، كل هذا يضاف إلى ضيق الكثير من الشقق ذات الغرفتين في العديد منها، هي معطيات استوجبت ضرورة الاعتناء بها ومنحها الأهمية نفسها في تشيد هذه السكنات التي أنهت معاناة آلاف العائلات انتظرت الترحيل لسنوات إن لم نقل لعقود طويلة من زمن، لن تصل فيها انشغالاتهم إلى سلم ودرجات مشاكلهم السابقة لكن الأمر لا ينفي حقهم في استكمال فرحتهم والتمتع بشكل أكبر بهذه السكنات اللائقة التي لا طالما حلموا بدخولها· نقص النقل قد يفقد السكان مناصب عملهم نقل العديد من أرباب العائلات الذين التقت بهم ''السياسي'' خوفهم الكبير من فقدان مناصب عملهم الذي، بسبب نقص في النقل الذي لا يتوافق والزيادة الهامة في عدد السكان وبعد الأحياء الجديدة عن مواقف الحافلات إن وجدت، ناهيك عن مشكل المصاريف المتزايدة للتنقل بالنسبة للأولاد المتمدرسين ومصاريف التنقل بالتاكسي في ظل غياب النقل العمومي، حيث اعتبر سكان الحي الجديد 0861 مسكن ببئر توتة مشكل النقل العائق رقم واحد الذي يواجههم، وقد أكد لنا أحد المحولين من الشاليهات بدرقانة لهذه الشقق أنهم يضطرون للمشي أكثر من كيلومتر ونصف للوصول إلى محطة، بسبب نقص النقل المؤدي إلى هذا الاتجاه، وهو ما أصبح يشكل عائق كبير بالنسبة لهم، وفي ذات السياق دائما طالب السيد مبروك·م السلطات المحلية بضرورة توفير النقل لهم أو على الأقل وسيلة للتنقل إلى المحطة بعد أن أنهكت مصاريف التاكسيات ميزانيته، بالإضافة إلى التأخرات اليومية التي أصبحت تهدد حفاظه على عمله· ويشهد الحي الجديد ببئر توتة عدد محدود من الحافلات من وإلى مركز البلدية حيث يضطر السكان إلى قطع مسافة أكثر من كيلومتر ونصف مشيا على الأٌقدام، حيث لا تتوفر على حافلات النقل العمومي التي من شأنها فك أزمة النقل التي طالما سببت العديد من المشاكل للمواطن والبلدية على السواء، كما تعتبر بعض خطوط النقل مفقودة، رغم حيويتها الكبيرة وإسهامها في تنشيط الحركة التجارية بالمنطقة على غرار خط بئر توتة -الحراش وبئر توتة -جسر قسنطينة، مما يجعل المواطن مضطرا إلى التوجه نحو محطة القطار التي تبعد عن غالبية التجمعات السكانية بالبلدية· ويعاني سكان بلدية بئر توتة الواقعة غرب الجزائر العاصمة على مسافة 22كم من قلة وسائل النقل التي تعمل عبر خط تافورة، وتزداد معاناة المواطنين حدة في الفترة الصباحية أين تشهد المحطة توافد كبير للمواطنين الذين يخرجون دفعة واحدة لقضاء حاجياتهم اليومية والتوجه إلى أماكن العمل والدراسة بالعاصمة و ما جاورها مما يسبب أزمة نقل حقيقية في ظل قلة الحافلات التي تعمل عبر هذا الخط مما يشكل تزاحم كبير وفي الكثير من الأحيان تحدث مناوشات ويحتم على الطاعنين في السن والعنصر النسوي الانتظار لساعات للظفر بمقعد· من جهة أخرى اشتكى سكان حي جنان السفاري ببئر خادم الذين تعتبر شققهم من بين أحسن الشقق الممنوحة في صيغة الاجتماعي بثلاث غرف إلى أربع غرف وهو ما تستحسنه العائلات، من بعد موقف الحافلات الذي لا يوحي بأنه كذلك، لولا وقوف العشرات من المواطنين أملا في حجز مكان لهم عند بوابة الحافلة للتنقل إلى محطة حافلات بئر خادم ثم التوجه نحو وجهتهم المنشودة في ظل غياب الحلول لذلك، وقد عبر ساكني الحي عن استيائهم من إلغاء موقف الحافلات الذي كان أمام المجمع السكني للحي مباشرة للحافلين القادمين من السحاولة، مطالبين بضرورة إعادته لتخليص خاصة كبار السن من عناء المشي على الموقف· وبالرغم من التهيئة الجميلة والجذابة لهذه العمارات التي كانت بمثابة طوق النجاة لمشاكل سكنية صاحبت هذه العائلات لعشريات من الزمن، وخلاص من تدهور الحالة الصحية لأفراد هذه العائلات، بسبب انتشار الاوبئة، إلا أن عامل النقل أرهق كاهل العديد من العائلات ولا يتعلق الأمر ببئر توتة وبئر خادم فحسب، فنفس الظاهرة نجدها بالكاليتوس بعد أن أصبحت الحافلات المتوفرة غير قادرة على استيعاب العدد الهام من السكان الجدد بالبلدية مما شكل حدوث صعوبة كبيرة في الظفر بمكان في هذه الحافلات· انعدام الغاز عبر عدد من الشباب عن استيائهم الكبير لعدم تشغيل الغاز بحي السفاري ببئر خادم الذي تعتبر بناياته من بين أحسن البنايات المنجزة بشقق ذات أربع غرف وثلاث غرف، بالإضافة إلى الاعتناء بالجانب الجمالي الذي تم الاهتمام به في الأحياء السكنية الجديدة، وكذا حي 0861 مسكن ببئر توتة، فقد أكدوا حدوث أربع حالات لمشاكل في الاستعمال الخاص بقارورات الغاز على مستوى حيهم خلقت حالة من الهلع وسط السكان، مما يستوجب ضرورة التعجيل في بداية تشغيل هذه المادة الحيوية خاصة مع دخول موسم البرد، والحاجة الماسة له في ظل بعد المحلات عن هذه المواقع وعدم قدرة غير المالكين للسيارات على النقل المستمر لهذه القارورات خاصة في حي السفاري أين طالب سكانه بمحلات قريبة لقضاء حاجاتهم، بالنظر إلى المسافة الكبيرة التي يلجئون لقطعها للتمكن من الوصول إلى السوق في وسط بئر خادم، حيث أصبح التبضع يشكل بالنسبة لهم مشكل حقيقي لا يستطيع قضائه إلا الأصحاء وصغار السن، حيث أشار احد الطاعنين في السن الساكن بذات الحي على لجوءه على كراء سيارة أجرة لنقل احتياجاته في ظل عدم وجود من يقوم بهذه المهمة من دونه، مضيفا أن ذلك أصبح يشكل عبئا على ميزانيته المتوسطة· ويذكر أن ولاية الجزائر من خلال مخطط طويل المدى على وضع حد للعديد من المظاهر في مقدمتها القضاء على السكنات الهشة، الأسواق الفوضوية ونظافة العاصمة التي تعتبر من بين الانشغالات التي تولي لها الدولة أهمية كبيرة، إضافة إلى تقريب المواطن من الإدارة والاستماع إلى مشاكله وانشغالاته، وفي آلية متسارعة لتحقيق هذه الرهانات استوجب ضرورة وجود تنسيق اكبر وأكثر شمولية بين مختلف القطاعات وبين سبل تحقيق هذه الأهداف· اكتظاظ المدارس وتلاميذ يقطعون أكثر من كيلومتر أكد العديد من أولياء التلاميذ بحي 0861 مسكن ببئر توتة، وبالحي الجديد بالكاليتوس صعوبة تمكنهم من إيجاد مقاعد بيداغوجية لأبنائهم، وإن وجدت ففي مؤسسات تربوية بعيدة عن محل إقامتهم الجديدة، حيث عبر السيد عبد القادر·ق مرحل من شاليهات بدرقانة إلى بئر توتة عن انشغاله لقطع أبنائهم مسافة تفوق 2 كيلومتر للوصول إلى مدارسهم، مما أصبح يدخل لقلوب أوليائهم الرعب، ناهيك عن مضاعفة الضغط على المدارس الموجودة، وهو ما تسبب في حالة من الاكتظاظ، وهو ما يفرض طرح أهمية التكفل بكل هذه الانشغالات قبل الشروع في عمليات ترحيل ضخمة من حجم تلك التي تمت في العاصمة خلال الشهور الفارطة، خاصة وأن ذات المناطق كانت تعاني من عجز في المؤسسات التربوية قبل وصول العائلات المرحلة، حيث أن اتخاذ قرار بنقل العائلات إلى سكنات جديدة كان يشترط إرفاقه بإعلام الجهات المعنية، أو الأخذ بعين الاعتبار إنجاز المرافق العمومية والهياكل التعليمية· شقق ضيقة من غرفتين فقط من جهة أخرى اشتكى السيد عبد القادر·ق الذي رافقته ''السياسي'' لمسكنه من ضيق الشقة بغرفتين احدهما ثلاث أمتار ونصف على أربعة، بالرغم من أن له أولاد كبار في السن، على غرار العديد من العائلات التي سارعت لطرح مشكلها في ضيق المساكن الممنوحة التي لا تتوافق مع عدد أفراد الأسرة، وهو ما يعني إعادة طرح مشكل السكن بالنسبة لهذه العائلات بعد وقت قصير، بالرغم من أن ولاية الجزائر قد تمكنت من إعادة إسكان 01 آلاف عائلة مبرمجة خلال هذه السنة، لتصل في بداية 1102 إلى إعادة إسكان جميع العائلات القاطنة في الأحياء الفوضوية الموجودة وسط العاصمة، على أن تستمر العملية لتشمل قاطني الأحياء المتواجدة خارج المدينة، حيث تقوم حاليا بإنجاز 53 ألف وحدة سكنية ستسلم في بداية 1102 وستخصص لإسكان سكان الأحياء الهشة، وقد تم تسجيل تقديم طعون خلال عمليات إعادة الإسكان التي أشرفت عليها الولاية منذ بداية السنة الجارية بمعدل 04 طعن في كل عملية الواحدة، وللعلم فقد تم إعادة إسكان بعض العائلات بعد تقديمها دلائل مقنعة، كل هذه المعطيات الإيجابية كان من الضروري إرفاقها بأهمية توفير الخدمات الضرورية، التي تأتي في مقدمتها النقل، والخدمات الصحية والمؤسسات التربوية، والتحضير المسبق لها تزامن مع عمليات بناء هذه العمارات، خاصة وان مثل هذه المشاكل مطروحة مسبقا في العديد من بلديات العاصمة· شقق غير مكتملة والمواطن يدفع الضريبة أكدت عائلات بالأحياء الجديدة المرحلة ب 0861 مسكن ببئر توتة والكاليتوس إعادتها للحنفيات التي كانت مركبة حين الدخول إلى الشقق الممنوحة لهم، حيث أشاروا إلى وجود أعطاب في الكثير منها كانت تؤدي لتسربات مائية، بعد أن فشلوا في تصليحها، مما فرض عليهم ضرورة جلب واحدة جديدة، وتركيبها بدل القديمة التي لم تعد صالحة للاستعمال، من جهة أخرى وحسب المستفيدين دائما فإن عدد هام من الشقق لم تكن مدهونة بشكل كلي، تطلب استكماله· معارك لا تنتهي من جهة أخرى تعرف هذه الأحياء مشادات يومية بين سكانها تعدت حدود الرجال إلى النساء في صور غير مبررة لحالة من الثوران لأتفه الأسباب، وهو ما شهدته ''السياسي'' بتسالة المرجة لأصوات متعالية تعدى الأمر إلى الضرب بقارورات المشروبات، وهو نفس الإشكال الذي طرحه العديد من أرباب العائلات المستفيدة من سكنات لائقة بعد مسلسل من المعاناة، والتي وإن كانت لهم انشغالات حالية فهي بكل حال من الأحوال لن تشبه المعاناة السابقة العهد· ومع ذلك طالب الكثير من السكان المرحلين بإيجاد حلول ل ''المعارك''التي تنشب بهذه الأحياء لأتفه الأسباب والتي تصل حد القتل، على غرار قتل شاب في بئر توتة بين المستفيدين الجدد منذ أشهر بسبب خصام بين الأطفال الصغار حول أرجوحة الذي سرعان ما تحول إلى نار فتنة أشعلت المعركة، أين جرح العديد من الشباب في اعتداءات من قبل قاطني الحراش على قاطني فونتان فراش المرحلين حديثا إلى بئر توتة، وتم على إثرها اعتقال أكثر من 02 متورطا من الحراش، كما أسفر ذات الشجار عن وفاة شاب في مقتبل العمر 23 سنة كان يحاول فك الخصام، هي مظاهر وأخرى تعود بنا لما قبل المعاصرة في صور غريبة للسيوف والسكاكين التي أصبحت جزء لا يتجزأ من يوميات هؤولاء المواطنين، التي أصبحت تبعث عن الخوف، حيث أشار السيد مسعود·م ببئر توتة أن الأطفال حتى ولو كسروا أو عبثوا بما هو مهيأ داخل هذه الأحياء فلا أحد لديه الجرأة لمنعهم خوفا من تفاقم المشاكل إلى ما لا يحمد عقباه، خاصة وأن لهم في ذالك تجارب· مير بئر توتة: سنعالج مشكل نقص الحافلات أكد رابح جرود رئيس المجلس الشعبي البلدي لبئر توتة ل''السياسي'' أن البلدية تعالج هذا الإشكال بمنح التصريح بعمل ثلاث حافلات تنقل المواطنين من حي 0861 مسكن ببئر توتة إلى محطة القطار أو موقف الحافلات منذ أكثر من الشهر بعد أن كانت منعدمة تماما قبل ذلك في سير نحو حل هذا المشكل بشكل متدرج، فيما كان سكان حي تسالة المرجة أوفر حظا باستفادتهم من 71 حافلة، بعد الوضعية المزرية التي كانوا يعانون منها، مشيرا إلى اهتمام السلطات المحلية على مستوى البلدية بهذا الجانب· مير بئر خادم يدعو الناقلين لطلب خط لحي جنان سفاري أكد سعدون عبد الرزاق رئيس المجلس الشعبي البلدي لبئر خادم ل''السياسي'' أن إلغاء الموقف الذي كان مباشرة أمام حي جنان السفاري الجديد جاء من طرف مديرية النقل لولاية الجزائر، مشيرا لاهتمام البلدية بإيجاد حلول لهذا الإشكال، مضيفا أن ليس هناك أي مانع من طرف المديرية المختصة بولاية الجزائر لمنح رخص للناقلين، لتشغيل خط يفك هذا الإشكال على سكان حي جنان السفاري، باعتبار وجود أحقية للنقل داخل الأحياء، معتبرا أن الحل هو التقرب للمديرية الولائية للنقل من طرف الناقلين الراغبين في تشغيل هذا الخط للاستفادة من ذلك· وللإشارة فإن برنامج الإسكان الذي توليه ولاية الجزائر اهتماما بالغا للقضاء على النقاط السوداء بها ينقسم إلى سبعة محاور أهمها المحور الخاص بالقضاء على البيوت القصديرية الموجودة في قلب العاصمة والمحور الخاص بالقاطنين في الأحياء الشعبية ومحور خاص بإعادة إسكان العائلات القاطنة في الشاليهات، بالإضافة إلى العائلات التي تقطن بالعمارات المهددة بالسقوط والقاطنين بالقصبة في إطار مخطط حماية القصبة إلى جانب العائلات الساكنة في المقابر وسيستجيب أيضا لطلبات السكن على مستوى البلديات التي يبلغ عددها أكثر من 0061 طلب·