عرفت ولاية الجزائر منذ بداية السنة الجارية أكبر عملية إسكان منذ الإستقلال مست أكثر من 10 آلاف عائلة من قاطني البيوت القصديرية والبيوت الهشة و الشاليهات وبعض الأحياء الشعبية بالعاصمة. وتهدف هذه العملية إلى تطبيق البرنامج المسطر من قبل مصالح ولاية الجزائر والقاضي بتحسين الوجه العمراني للعاصمة من خلال إعادة إسكان العائلات القاطنة بالبيوت القصديرية و العمارات المهددة بالإنهيار والشاليهات والعائلات التي كانت تقطن بالمقابر بالإضافة إلى ترحيل العائلات التي كانت تقطن بكل من حي ديار الشمس و ديار الكاف و ديار المحصول و حي النخيل. وقد برمجت مصالح الولاية على مدار السنة الجارية 23 عملية إعادة إسكان منذ 14 مارس الفارط إلى غاية 28 ديسمبر الجاري مست في مجملها 10036 عائلة من العاصمة تم ترحيلها إلى شقق لائقة تتشكل من غرفتين و 3 غرف. و انطلقت عملية إعادة الإسكان في 14 مارس الفارط حيث مست في شطرها الأول 205 عائلة قاطنة بحي ديار الشمس بالمدنية و هو الحي الذي يضم خمس عمارات تتشكل معظم سكناتها من غرفة واحدة تم ترحيل هذه العائلات إلى سكنات جديدة بحي تيقصراين ببلدية بئر خادم. وشمل الشطر الثاني من العملية الشق الثاني من سكان ديار الشمس والبالغ عددهم 307 عائلة تم ترحيلها هي الأخرى إلى سكنات لائقة بحي جنان السفاري ببلدية بئر خادم. وفي هذا الإطار، كان الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لسيدي امحمد السيد خلفي محمد العيد قد أوضح لدى إشرافه على انطلاق العملية الأولى لإعادة الإسكان أن العمارات الخمسة لحي ديار الشمس ستعرف ترميما من خلال تحويل سكناتها التي كانت تضم غرفة واحدة إلى سكنات لائقة تضم شقق من ثلاث أو أربع غرف. أما المراحل الثالثة و الرابعة والخامسة من عملية اعادة الاسكان التي باشرتها ولاية الجزائر فقد تعلقت بسكان الحي القصديري دودو مختار الواقع بأعالي حيدرة حيث مس الشق الاول 295 عائلة والثاني 186 عائلة والثالث 307 عائلة تم ترحيلها كلها إلى حي 1310 مسكن ببلدية تسالة المرجة. و استمرت عملية إعادة الإسكان بنفس الوتيرة لتشمل خلال أفريل المنصرم 197 عائلة كانت تقطن حي الزعاطشة الذي يعد أقدم حي قصديري بالعاصمة تم إنجازه منذ 1958 و تم ترحيل سكانه إلى عدة أحياء بالعاصمة على غرار تسالة المرجة و جنان السفاري وبئر خادم و عين البنيان وسويدانية وبرج البحري. و أوضح مدير السكن لولاية الجزائر السيد محمد اسماعيل أن عمليات الإسكان توقفت خلال شهر جوان الفارط للسماح لأبناء العائلات المقبلين على امتحانات نهاية السنة الدراسية بما في ذلك امتحان البكالوريا و شهادة التعليم المتوسط بإجراء هذه الإمتحانات في ظروف عادية. و استؤنفت عملية اعادة الاسكان في شهر جويلية 2010 بوتيرة متسارعة شملت 1049 عائلة من بينها 39 عائلة كانت تقطن ببئر مراد رايس على مقربة من حي عدل وكذا 316 عائلة من حي ديار الكاف و كذا 195 عائلة من حي فونتان فراش و 229 عائلة من واد قريش بالإضافة إلى 270 عائلة من حي الجزيرة بباب الزوار. أما بخصوص بلدية الشراقة فقد عرفت إعادة ترحيل 65 عائلة كانت تقطن ببيوت قصديرية على مستوى مزرعة "نزالي" وكذا مزرعة "فلاماند" حيث تم ترحيلها إلى سكنات جديدة بكل من بئر توتة وسويدانية. و قد استقبل حي 1680 مسكن ببئر توتة خلال شهر سبتمبر الماضي 14 عائلة كانت تقطن بملعب 20 أوت ببلوزداد ليستقبل ذات الحي و خلال نفس الفترة 118 عائلة كانت تقطن ببوت قصديرية بكل من دار الغولة ولالاهم بالقصبة. وكانت 101 عائلة من حي علوي القصديري بالمدنية هي الأخرى على موعد مع عملية إعادة الإسكان خلال شهر سبتمبر حيث تم ترحيلها إلى حي 1680 مسكن ببئر توتة. و بخصوص سكان الشاليهات استهلت عمليات إعادة الإسكان بالعائلات التي كانت تقطن شاليهات برج البحري و البالغ عددها 465 عائلة تم ترحيلها إلى سكنات جديدة بكل من بئر توتة و جسر قسنطينة. و شهد شهر ديسمبر الجاري ثلاث عمليات إعادة إسكان من بينها إعادة إسكان 579 عائلة كانت تقطن بشاليهات حي علي عمران ببرج الكيفان وتلتها عملية إعادة إسكان 520 عائلة من حي ديار الشمس بالمدنية لتتختم العملية بالنسبة لعام 2010 بإعادة إسكان 466 عائلة تقطن بشاليهات ببرج الكيفان و بيوت قصديرية بحسين داي و كذا بعمارات مهددة بالإنهيار بحي بلوزداد رحلت الى حي 1600 مسكن بدرارية. و في هذا الصدد، أكد السيد اسماعيل أن أكثر من 50 بالمائة من سكان الشاليهات بولاية الجزائر و التي تعود إلى زلزال 2003 تمت إعادة إسكانهم في سكنات لائقة. و فيما يتعلق بتمدرس أبناء العائلات المرحلة أفاد ذات المتحدث أن مصالح ولاية الجزائر سخرت أكثر من 30 ألف مقعد بيداغوجي لضمان إلتحاق هؤلاء التلاميذ من مختلف الأطوار الدراسية بمدارس على مستوى الأحياء الجديدة التي رحلوا إليها. وتخللت كل عملية إسكان تقديم طعون من طرف بعض العائلات المرحلة رفعت الى المكاتب المخصصة لذلك والمفتوحة بالأحياء الجديدة حيث عرفت 23 عملية إعادة إسكان تقديم أكثر من 1690 طعنا من طرف المواطنين. و بلغ عدد هذه الطعون خلال العشرين عملية إعادة اسكان الأولى 1597 طعنا تم قبول منها 254 طعنا فيما رفضت الطعون المتبقية . و أكد ذات المتحدث أن عمليات إعادة الإسكان ستتواصل خلال سنة 2011 حيث ستستفيد أزيد من 5000 عائلة على مستوى العاصمة من سكنات لائقة خلال السداسي الأول من نفس السنة. و دعا مدير السكن لولاية الجزائر جميع العائلات التي قدمت ملفات و ماتزال تنتظر دورها في عملية إعادة الإسكان الى تنظيم نفسها في شكل لجان للأحياء تتقدم لمصالح الدائرة بقائمة طالبي السكنات والملفات المرفقة لذلك.